مسميات المعاقين بين الإيجابيات والسلبيات

1 التعليقات
ميزون تبوك

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (children with special needs):-
هم الأطفال الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا في أدائهم عن المتوسط العام للأفراد العاديين في نموهم العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتماما خاصا لهم من حيث طرائق تشخيصهم والخدمات وبرامج التدريس الملائمة لهم.
كانوا فيما مضى يسمون بالمقعدين ثم أطلقوا عليهم لفظ ذوي العاهات ثم مسمى العاجزين، وهناك تسميات السلبية أخرى مثل المشلولون ، المجانين ، الأغبياء ، والمتخلفون عقلياً وغيرها تترك أثراً سلبياً يلصق بالطفل حتى يكبر ووصمة تؤثر على علاقته الاجتماعية تأثيراً بالغاً، ولكن التسميات الإيجابية مثل ذوو الاحتياجات الخاصة أو ذو الصعوبات تعطي انطباعاً وتفاعلاً جيداً لمثل هؤلاء مع المجتمع والإسلام قد حثنا على اختيار الأسماء والكنى الجميلة والجيدة.

في ميدان التربية الخاصة يوجد العديد من مصطلحات التي تشير إلى أطفال ذوي احتياجات خاصة منها:
o العجز((Disability
o الإصابة (Impairment)
o الاعاقة(Handicap)
o الأطفال المعرضون للخطر(At risk children)

التســـميــة والتـــصنيـــف للأطـــفــــال ذوي الاحـــتــيـــاجــــات الخــــاصـــة :-
- التسمية( labeling): إطلاق اسم على مجموعة من الأطفال لديهم مواصفات مشتركة.
-التصنيف(classification): ترتيب الأطفال في المجموعة الواحدة ضمن فئات ذات مواصفات مشتركة.

مزايا التسمية والتصنيف:-
1- تقود إلى أنواع محددة من العلاج أو التدخل التربوي.
2- قد تقود إلى شكل من أشكال الحماية للطفل, فالسلوك غير العادي سيكون أكثر قبولا إذا أصدره طفل غير عادي مما لو أصدره طفل عادي.
3- تساعد في التواصل بين المختصين في تصنيف وقياس النتائج البحثية.
4- تساعد في الحصول على التمويل لبرامج التربية الخاصة.
5- تجعل الحالات الخاصة للأفراد غير العاجيين أكثر وضوحا بالنسبة لعامة الناس.
6- تساعد على إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بكل فئات التربية الخاصة.
7- تساعد على إعداد الكوادر المؤهلة لكل فئة.

عيوب التسمية والتصنيف:-
1- تدفع الآخرين للنظر إلى الفرد من زاوية الضعف لا من زاوية القوة لديه.
2- قد تسبب انخفاض توقعات الآخرين من الطفل ذو الحاجة الخاصة.
3- قد تؤدي التسمية الى ضعف مفهوم الذات لدى الطفل غير عادي.
4- قد تؤدي التسمية الى رفض الأقران للطفل غير عادي.
5- التسميات التي انبثقت عن التربية الخاصة فيها شي من الديمومة ، بمعنى انه من الصعب ازالة التسمية في وقت لاحق.
6- تعمل على تشويش المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالرأي العام.

المعاق من منظر إسلامي:-
يتوجه الإسلام إلى خير علاج وأصلحه لنفس المعاق ليجتث منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى والثقة والسعادة حيث يرشده إلى أن ما يعانيه من شدة العاهة لا ينقص من كرامته كما لا يحط من قيمته في الحياة ، لأن العاهة الحقيقية هي تلك التي تصيب الدين والخلق للمسلم وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبتر الكرامة والأخلاق و تشوه الدين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضى بسلامة ذي العاهة الجسدية من الإصابة بعاهة النفس على النحو الذي ذكر في قوله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.

المراجع:
القمش ، مصطفى ؛ المعايطة ، خليل، (2009). سيكولجية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مقدمة في التريية الخاصة. عمان: دار المسيرة.

تابع القراءه »

مسميات المعاقين بين الإيجابيات والسلبيات

0 التعليقات
مسميات المعاقين بين الإيجابيات والسلبيات

ميزون تبوك

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (children with special needs):-
هم الأطفال الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا في أدائهم عن المتوسط العام للأفراد العاديين في نموهم العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتماما خاصا لهم من حيث طرائق تشخيصهم والخدمات وبرامج التدريس الملائمة لهم.
كانوا فيما مضى يسمون بالمقعدين ثم أطلقوا عليهم لفظ ذوي العاهات ثم مسمى العاجزين، وهناك تسميات السلبية أخرى مثل المشلولون ، المجانين ، الأغبياء ، والمتخلفون عقلياً وغيرها تترك أثراً سلبياً يلصق بالطفل حتى يكبر ووصمة تؤثر على علاقته الاجتماعية تأثيراً بالغاً، ولكن التسميات الإيجابية مثل ذوو الاحتياجات الخاصة أو ذو الصعوبات تعطي انطباعاً وتفاعلاً جيداً لمثل هؤلاء مع المجتمع والإسلام قد حثنا على اختيار الأسماء والكنى الجميلة والجيدة.

في ميدان التربية الخاصة يوجد العديد من مصطلحات التي تشير إلى أطفال ذوي احتياجات خاصة منها:
o العجز((Disability
o الإصابة (Impairment)
o الاعاقة(Handicap)
o الأطفال المعرضون للخطر(At risk children)

التســـميــة والتـــصنيـــف للأطـــفــــال ذوي الاحـــتــيـــاجــــات الخــــاصـــة :-
- التسمية( labeling): إطلاق اسم على مجموعة من الأطفال لديهم مواصفات مشتركة.
-التصنيف(classification): ترتيب الأطفال في المجموعة الواحدة ضمن فئات ذات مواصفات مشتركة.

مزايا التسمية والتصنيف:-
1- تقود إلى أنواع محددة من العلاج أو التدخل التربوي.
2- قد تقود إلى شكل من أشكال الحماية للطفل, فالسلوك غير العادي سيكون أكثر قبولا إذا أصدره طفل غير عادي مما لو أصدره طفل عادي.
3- تساعد في التواصل بين المختصين في تصنيف وقياس النتائج البحثية.
4- تساعد في الحصول على التمويل لبرامج التربية الخاصة.
5- تجعل الحالات الخاصة للأفراد غير العاجيين أكثر وضوحا بالنسبة لعامة الناس.
6- تساعد على إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بكل فئات التربية الخاصة.
7- تساعد على إعداد الكوادر المؤهلة لكل فئة.

عيوب التسمية والتصنيف:-
1- تدفع الآخرين للنظر إلى الفرد من زاوية الضعف لا من زاوية القوة لديه.
2- قد تسبب انخفاض توقعات الآخرين من الطفل ذو الحاجة الخاصة.
3- قد تؤدي التسمية الى ضعف مفهوم الذات لدى الطفل غير عادي.
4- قد تؤدي التسمية الى رفض الأقران للطفل غير عادي.
5- التسميات التي انبثقت عن التربية الخاصة فيها شي من الديمومة ، بمعنى انه من الصعب ازالة التسمية في وقت لاحق.
6- تعمل على تشويش المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالرأي العام.

المعاق من منظر إسلامي:-
يتوجه الإسلام إلى خير علاج وأصلحه لنفس المعاق ليجتث منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى والثقة والسعادة حيث يرشده إلى أن ما يعانيه من شدة العاهة لا ينقص من كرامته كما لا يحط من قيمته في الحياة ، لأن العاهة الحقيقية هي تلك التي تصيب الدين والخلق للمسلم وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبتر الكرامة والأخلاق و تشوه الدين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضى بسلامة ذي العاهة الجسدية من الإصابة بعاهة النفس على النحو الذي ذكر في قوله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.

المراجع:
القمش ، مصطفى ؛ المعايطة ، خليل، (2009). سيكولجية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مقدمة في التريية الخاصة. عمان: دار المسيرة.

تابع القراءه »

كيف نغير نظرتنا لذوي الاعاقه ؟!

1 التعليقات
مقدمه :
تشير التقديرات العالمية الى تزايد الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم .حيث بلغ عددهم حتى نهاية عام2006 الى (,600) مليون اي ان نسبتهم تشكل 10% من سكان العالم. لذلك يجيب علينا ان نأخذهم بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات التنمية, والا بقي المجتمع دون تحقيق التنمية حقيقه .وقبل اشراكهم في عملية التنمية لابد من تغير نظرتنا تجاههم وقبولهم حتى يستطيعوا الاندماج في المجتمع .

تغير نظرة المجتمع لذوي الاعاقة مع مرور الزمن :
عانى ذوو الاحتياجات الخاصه منذ اقدم العصور من الاساءه والاهمال والاستهزاء, فقد قال افلاطون ان ذوو الاحتياجات الخاصه يعتبروا ضررا على دولته المثاليه .ولم يسمح لهم بالتعلم او الزواج . الا ان هذه النظره تغيرت مع تطور العلم والعصر كما ان هذا التطور شمل الدول الناميه والاقل تقدما الا انه ما زال طفيفا وبوجه عام عام اصبحت النظره اكثر انسانيه عما كانت عليع في السابق واكثر استنادا على العلم والقوانين بعد ان شهد التاريخ البشري بالخرافات واساءة معاملة الافراد ذوي الاعاقات .وعلى وجهه التحديد شهدت العقود الخمس الماضيه
بذل جهود الصعيد الدولي لتحسين نوعية حياتهم واصبح العالم يتحدث عن مجتمع للجميع ومدارس للجميع .واصبح لهؤلاء الاشخاص حقوق نعترف بها المجتمعات المعاصره من اهم هذه الحقوق :الحق في ان يعامل كإنسان , والحق فيالانتباه الى ,والحق في النمو والتطور ,والحق في التعليم المناسب , والحق في الرعاية الصحيه.,والحق في الحماية من التمييز ,والحق في الترويح عن النفس.

كيف نغير نظرة المجتمع لذوي الاعاقات ؟!
من خلال توعية افراد المجتمع بمحموعه من المهارات والمعلومات والخبرات التي يتم اكتسابها لافراد المجتمع بشكل عام ولذوي العلاقه بمجال الاعاقات بشكل خاص:
*كالاباء والاهل
* الاخوه
* الاصدقاء
* والمعلمين
*والجيران
بهدف تبصيرهم بفئات ذوي الاحتياجات التربويه الخاصه وخصائصهم والاثار الناتجه عن الاعاقه على المعاقين واحتياجاتهم التربويه الخاصه والتعرف على اسبابها وطرق مواجهتها واساليب الكشف المبكر وذلك كله يتم من خلال والندوات والمحاضرات والمناقشات الاهليه وغير الحكوميه ووسائل الاعلام كالصحافه والراديو والتلفزيون والفضائيات المختل

فئات المجتمع الواجب توعيتعا :
اولا: يجب ان تشمل التوعية الفئات التي لها علاقة بالمعاقين لان عليهم القيام بأدوار حيويه وفعالة في حياتهم .وتعد الاسر والمدرسه اكثر الفئات المستهدفه وذلك لطبيعة العلاقه التي تربط بين هؤلاء جميعا والمعاقين .
ثانيا: وبعد الانتهاء من توعيه الدائرة القريبه من الفرد المعاق.
- تبدأ عملية توعية ما حولهم ( الاقارب والحيران ..الخ ) . فالفرد المعاق عضو في المجتمع يتأثر بمن حوله ويؤثر فيهم.وعندما ينظر اليه كعضو يتأثر بمجتمعه ,ويتفاعل معه فأن ذلك يقودنا الى حقيقه هامه لا يمكن اغفاله ,وهي ان اهم ما يؤثر في هذا الفرد المعاق وهي تلك الاحكام التقديريه التي يحكم بها افراد مجتمعه عليه , والتي اصطلح في مجال علم النفس الاجتماعي تسميتها بالاتجاهات .

- فمما لاشك فيه ان الفرد المعاق يواجه عوائق للاندماج بيئيه تحد من نشاطاته وتقدمه ,كما يواجه حواجز اجتماعيه تحول دون تحقيقه لاندماجه قي المجتمع . ومن بين هذه الحواجز ما يحمله افراد المجتمع من اتجاهات سلبيه نحو المعاقين,وما يصنعه المجتمع من قوالب نفسيه وانماط سلوكيه يعضهم فيها على انهم اعضاء مختلفين وغير مكتملين .
فتزداد المشكله ثقلا على اصحابها ويتحول العجز الى اعاقه

فهناك اتجاهين لدى افراد المجتمع نحو المعاقين :
اولا :الاتجاهات السلبيه ويشمل على اتجاه التجنب والابتعاد ,واتجاه السخريه واطلاق المسميات السلبيه ,واتجاه الرفض ,واتجاه الفضول والمراقبه ,واتجاه الدونيه .
ثانيا :الاتجاهات الايجابيه :وهي ما يطلق عليعا تقبل الشخص المعاق على انه شخص له قدرات ومشاعر ورغبات وامال ويسمح له بكل تجارب الحياه و خبراتها ويتوقع منه انجاز كل ما تمكنه قدراته للقيام بها .و يجب ان يتكاتف المجتمع لتقديم وسائل المساعده لكي يمكنه من التغلب على نواحي القصور والعجز وهذا واجب لمساعدته لتخطي الشعور بالنقص والاحباطات التي تضره ومن ثم يساهم ويشارك في بناء مجالات التنميه من مواقفه الاجتماعيه ومكانته الذاتيه ومركزه الذي يمكنه ان يصل اليه بقدراته .

ولقد بدأ المجتمع في تغيير نظرته نحو ذوى الاحتياجات الخاصه في ظل اعتبارات اساسيه هي :
1- ضرورة إعادة النظر في قضية الاعاقه من جديد وذلك بتناولها من زاوية الدفاع الاجتماعي في مواجهة الاعاقة.
2- ضرورة تبني وصياغة اكثر الاستراتيجيات مرونة وقدرة على مواجهة الاثار الاجتماعية المتوقعه نتيجة التطور في حجم المشكله .
3- يجب ان تعمل التربيه على تعليم و تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصه تأهيلا وتربويا يساعدهم على الانضمام لسوق العماله حتى لا يكونوا فئة من العاطلين .
4- من منطلق انساني واجتماعي وديني واقتصادي .
5- ما وصلنا اليه من ذلك التقدم الهائل في المفاهيم وفي اساليب التفكير .
6- اهتدى العالم مؤخرا الى الاعاقه ماهي الا طاقة كامنه تبحث عن مثيرات لتشبع حاجاتها وتؤهلها الى التنمية البشريه الى اقصى حد ممكن .
7- تبني المجتمع الدولي قضايا ذوي الاحتياجات الخاصه وتاهيلهم واصبح هذا التأهيل سمة تقدم اي مجتمع .

وخلاصة القول ان العمل على تغيير اتجاهات المجتمع نحو المعاق هي مسؤلية المجتمع بشكل عام و مسؤلية الخبراء والاختصاصين بشكل خاص , و وسائل الثقافه العامة والعائلية في مجال التربيه الخاصه المعاصره لمحاربة الاتجاهات السلبيه وتدعيم الاتجاهات الايجابيه في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصه

المراجع:
1- يوسف ,سليمان عبدالواحد .سيكولوجية الإعاقة العقلية .المنصورة :المكتبة العصريه 2010.
2- الماريه ,ايمن احمد واخرون . الذاكره و ما وراء الذاكره لدى المتخلفين عقليا الاسكندريه :دار الوفاء:2010 .

تابع القراءه »

التربية الجنسية للمعاق عقلياً

1 التعليقات

التربية الجنسية ما هي؟
يعرف عبد العزيزالقوصي التربية الجنسية بأنها:ذلك النوع من التربية التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة, والاتجاهات السليمة إزاء المسائل الجنسية بقدر مايسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي,مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة النفسية.

هل للمعاق عقلياً حظاً في النمو الجنسي؟ وهل يدرك المشاعر العاطفية والحقائق الجنسية؟

يتصور غالبية الناس أن المعاق عقلياً يتعوق نموه الجنسي تبعاً للقصور في الجانب العقلي الذي يعاني منه, وأنه لا يكاد يدرك المسائل الجنسية والمشاعر العاطفية مطلقاً(الحب-الشفقة-الرحمة-الحنان نحو اسرته وأقرانه والآخرين...) والمتفائل منهم يري أنه قد ينمو لديه المشاعر العاطفية والاتجاهات الجنسية بعد أن يصل لفترة البلوغ ولسن المراهقة ويعيش تغيراتها وتطوراتها الفسيولوجية والجسمية المختلفة.

ومن الحق أن نشير إلى أنه ليس كل مايصدر عن الطفل أو المراهق من سلوكيات ومشاعر يلزم أن تفسر على أنها انعكاس لنزعة غريزية ورغبة جنسية لديهم.فالتفسير المطلق للسلوكيات والمشاعر الاجتماعية والعاطفية التي تصدر عن الفرد باتجاه جنسي غير مسوغة دائماً.

مصارحة الطفل والمراهق المعاق عقلياً بالمسائل الجنسية بين القبول والرفض؟
هل يصح للمربي(الأب-الأم-المدرس والأخصائي العاملين في المراكز التي ترعي الأفراد المعاقين عقلياً) أن يصارح الطفل أو المراهق المعاق عقلياً في المسائل الجنسية؟ ويعرفه بكل ما سيطرأ عليه من بدايات المراهقة وظاهرات البلوغ وما تستوجبه من تدريب وتهيئة؟ وهل له أن يحدثه عن العضو التناسلي ووظيفته؟ وعن الحمل والولادة؟ وعن العادة السرية؟ وعن الزواج والإنجاب؟ وهل له أن يجيب على تساؤلاته الجنسية؟ وهل هو بحاجة لهذه المعلومات والمهارات....؟

والذي يبدو من الأدلة الشرعية والمعايير الأخلاقية والحقائق الصحية أن على المربي أن يزود ولده بالمعلومات والخبرات المتصلة بالقضايا والمسائل الجنسية المرتبطة بالغريزة التي أودعها الله فيه بحدود إمكاناته وقدراته العقلية والمعرفية بل أنها قد تصل لدرجة الوجوب إذا ما ترتب عليها أحكام شرعيه ومطالب صحية وضوابط أخلاقية وقائية.

التربية الجنسية .....لماذا؟
تأتي أهمية التربية الجنسية للمعاقين عقلياً بالذات والتي تهدف إلى إعطائهم المعلومات الصحيحة وتنمية الأفكار الطيبة والاتجاهات الإيجابية لديهم نحو أهداف وغايات الجنس وفي تحريرهم من الخبرات والسلوكيات الجنسية الغير المقبولة.

المسوغات ترتكز عليها الدعوة لتقديم برنامج التربية الجنسية للأطفال والمراهقين المعاقين عقلياً؟
\1التربية الجنسية كسائر أنواع العلوم والمعارف التي تقدم تستحق العناية مثلها مثل تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية ومهارات الحياة اليومية.
3\السعي لتكوين ضمير حي لدى الطفل والمراهق يرتبط بالجانبين الروحي والأخلاقي ليدرك الاتجاه الصحيح.
\4إن الغريزة الجنسية قوة يجب أن لا نتجاهلها أو نتعامل معها باستخفاف.
5\الخوف من أن تكون لدى الطفل والمراهق معلومات مشوهة وأفكار خاطئة تحتاج إلى تعديل وتوجيه.
6\إن المعاق عقلياً بحاجة مستمرة ودائمة للتزود من البرامج التربية الجنسية والأخلاقية والاجتماعية والحياتية.

أهداف التربية الجنسية؟
1\تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة اللازمة عن ماهية النشاط الجنسي.
2\ تعليمه وتدريبه على الألفاظ العلمية المتصلة بأعضاء التناسل والسلوك الجنسي.
3\إكسابه التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية الخاصة بالسلوك الجنسي.
4\تشجيعه على تنمية الضوابط الإرادية لدوافعه ورغباته الغريزية وشعوره بالمسؤليه الفردية والاجتماعية .
5\ تصحيح ماقد يكون لديه من معلومات وأفكار واتجاهات خاطئة ومشوهة نحو بعض أنماط السلوك الجنسي الشائع.

التربية الجنسية متى تبدأ؟
تعددت وجهات النظر حول أهمية وضرورة تقديم برامج الجنسية للأطفال والمراهقين عقلياً فهناك اتجاه يرى أن التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ضرورة ومطلب ملح وحق من حقوق هؤلاء الأفراد علينا كأولياء عليهم لأنها تلبي لهم حاجاتهم النفسية والتربوية والدينية والجسمية. وبينما هناك طرف لا يؤيد البرامج التربية الجنسية لأسباب وحجة أن التذكير بالشيء يدفع بالمتعلم إلى التعاطي معه وتجربته . وعلى هذا التباين في وجهات النظر بين الفرقين مهما كانت شدته يجب أن يقف عند حدود معينه. فأظن أنه بالإمكان إيجاد أرضية صلب’ للاتفاق وقاسماً مشترك بين أعضاء الفريق.

التربية الجنسية.....مسؤولية من ؟
اختلفت الآراء وتباينت وجهات النظر فيمن تناط به مسؤولية تقديم برنامج التربية الجنسية؟هل هيه الأسرة ؟ أم هي مسؤولية جهات أخرى كالأطباء وأئمة المساجد ووسائل الأعلام المختلفة ومؤسسات التربية الخاصة. أهم هيه مهمة المؤسسة أو المركز الذي ينتمي إليه الطفل والمراهق بحكم التأهيل المهني للقائمين عليه؟
والاتجاه الأقوى هو الذي تجتمع في المسؤولية بين جميع هذه الأطراف ويرى أن هذه المهمة مسؤولية مشترمة فيما بينهم كل في موقعه وبحدود إمكانياته وما تتيحه له ظروفه.

الكفايات الشخصية والمهنية للشخص الذي يقدم برامج التربية الجنسية للأفراد المعاقين عقلياً؟
أ‌. أن يكون قدوة يحتذ ى أدباً وأخلاقاً.
ب‌. التحلي بالصبر والحنكة والحكمة .
ت‌. سلامة المعتقد.
ث‌. الإلما بخصائص النمو لكل مرحلة من مراحل الحياة .
ج‌. الإلما بالمعلومات والحقائق المرتبطة بالحمل والولادة.
ح‌. القدرة على استيعاب المواقف والسيطرة عليها .
خ‌. القدرة على تبسيط المعلومات والألفاظ العلمية.

مهارات برنامج التربية الجنسية (الأهداف التعليمية والتدريبية)
أ‌. ألا يخلع ملابسه أو بضها أمام الآخرين وأن يتعود على ألا يخلعها.
ب‌. ألا يحاول خلع ملابس أو لمس الأعضاء التناسلية لأقرانه.
ت‌. أن يعرف أسماء أعضاء الجهاز التناسلي والجنسي له.
ث‌. أن يعرف الفرق بين الجنسين والذكر والأنثى.
ج‌. ألا تصدر عنه كلمات أو عبارات جنسية وأن يدرك خطأها.
ح‌. أن يدرك خصوصية دورة المياه له وللآخرين.
خ‌. ألا يشارك النوم غيره وخاصة الجنس الآخر.

موصفات برنامج التربية الجنسية؟
أ‌. استخدام اللغة المناسبة التي يفهمها الطفل أو المراهق .
ب‌. تبسيط المعلومات وتقريبها إلى ذهنه بما يتوافق مع قدراته.
ت‌. التكرار والتدرج في تقديم البرنامج التدريبي.
ث‌. أن تكون المعلومه أو المهارة ملبية لحاجة الطفل أو المراهق.
ج‌. تقبل السؤال من الطفل أو المراهق أياً كان.

جوانب تراعى عند تقديم برامج التربية الجنسية للأفراد المعاقين عقلياً؟
أ‌. مستوى القدرة العقلية وشدة حدة الإعاقة.
ب‌. الجنس أو النوع.
ت‌. مرحلة النمو التي وصل إليها .
ث‌. المستوى التحصيلي والمعرفي الذي وصل إليه الفرد.
ج‌. مقدار الحصيلة اللغوية .
ح‌. مستوى النضج الانفعالي والاجتماعي.
خ‌. نوعية البيئة التي يعيش فيها.
د‌. أن تتوزع المسؤولية بين الوالدين داخل البيت.

الانحرفات والمشكلات الجنسية أساليب الوقاية ؟
هي وسائل احترازية سيجدي بها –بإذن الله تعالى- في دفع الفرد إلى طريق العفة والطهارة ومواطن النقاء ومنها ما يلي:
أ‌. تعليمه آداب الاستئذان.
ب‌. التفريق في المضاجع بين الأولاد .
ت‌. متابعة وتقويم ما يشاهده على شاشة التلفاز وكذلك أجهزة الفيديو والألعاب الإلكترونية.
ث‌. التعرف على صداقاته والكشف عن نوع العلاقات التي ترتبط بينه وبينهم.
ج‌. كون علاقة ود وثقة بابنك
ح‌. التعامل معه باحترام والاستماع لحديثة وآرائه الشخصية.
خ‌. ألا تظهر الأم أو الأخت زينتها عند الأطفال.
د‌. تعليمه آداب النظر حتى يدرك ما يحل له وما يحرم عليه.

مرحلة البلوغ الجنسي (المراهقة)
يعني البلوغ الجنسي اكتمال نمو الأعضاء والوظائف الجنسية هو المظهر الأميز والأكثر وضوحاً في تحديد بداية مرحلة المراهقة. بعض مظاهر النمو الجنسي ما يلي:
أ‌. تغيرات جسمية : مثل زيادة الوزن الجسم ــــنمو الثديين ــنمو شعر العانة ـــ تغير وتضخم نغمة الصوت.
ب‌. تغيرات فسيولوجية أي تبديلات في وظائف الأعضاء)
ت‌. تغيرات نفسية واجتماعية أي تلك الأحاسيس والمشاعر والاتجاهات التي تتضمن أنواع السلوكيات التي تصدر عن الفتاة أو الفتى تجاه ما حدث ويحدث لهم من تغيرات)

مظاهر مرحلة البلوغ الجنسي:
أ‌. الحيض: هي عملي فسيولوجية تمر بها جميع النساء تقريباً والفتاة المعاقة عقلياً تمر بهذه المرحلة مثلها مثل أي فتاة عادية أخرى.

كيف يتصرف الولدان ومسؤولات المركز تجاه بلوغ الفتاة مرحلة الحيض؟
عن طريق عدة أمور
أ‌. الاستعداد الأولي
ب‌. تقديم المعلومات عن الدورة الشهرية ومظاهرها وأحولها للبنت قبل آوان حدوثها.
ت‌. التحدث مع البنت عن الانفعالات والأحاسيس.
ث‌. التحدث عن بلوغ الفتاة وقابليتها للحمل والإنجاب.
ب‌. الاحتلام للفتى:هو عملية فسيولوجية تحدث للفتى عندما يناهز سن البلوغ ويصل لمرحلة المراهقة المبكرة تتم لتفريغ شحنات مخزنة مصحوبة في معظم الحالات بانتباه كامل وإحساس .

أسئلة الأطفال والمراهقين المعاقين عقلياً الجنسية؟
يحرج الكثير من الآباء والأمهات تجاة الأسئلة والاستفسارات التي يوجهها أولادهم إليهم. وقد يلح الطفل أو المراهق في السؤال ويمتنع الوالدان عن الإجابة ويظنان خطأ أن مصدر أسئلته يرجع إلى شذوذ يعاني منه وهو أمر مخالف تماماً للمواقع. وكل ما في الأمر إنما يعبر عن رغبته في التعرف على كل شيء وأي شيء وتفسير ما يراه ويشاهده في حياته. فكل طفل لديه فضول وحب للاستطلاع كأحد الحاجات النفسية لهم.وقد يسعى بعض الآباء والأمهات بحسن نية لتوجيه وصرف اهتمام أبنائهم إلى موضوعات أخرى حين يسألونهم ويرون أنهم حينها أنهم قد نجحوا في حليتهم. والقاعدة الأساسية في الإجابة على الأسئلة أن تكون مباشرة وصادقة وصحيحة مبسطة قصيرة مع استلهام التعاليم الدينية الحنيفة وبذلك تسد على الطفل والمراهق الطريق لأن يمضي في أسئلة أخرى.(هناك مجموعه من الأسئلة اخترت هذا السؤال لأنني أعتقد أنه سؤال ملح للكثريين)

من أين جئت يا أمي؟
تكون الإجابة على حسب العمر الطفل إذا كان عمرة دون السن الثامنة تكون الإجابة إن الطفل ينمو داخل بطن أمه ثم يخرج منها ليكبر مثلك .أما إذا كان عمرة أكبر من السن الثامنة يحتاج إلى تفصيلات أكثر ويمكن الإستعانه بعملية التمثيل بمخلوقات يراها ويعرفها مثل الطيور والحيوانات الأليفة له:إن الطفل يخرج من بطن أمه مثل خروج البيضة من الدجاجة.









كيف أحمي ابني من الإيذاء الجنسي؟؟
أولاً الأسباب التي قد تؤدي لوقوع الإيذاء الجنسي على المعاقين عقلياً:
أ‌. قدراتهم العقلية منخفضة مما يجعل البعض منهم لا يدرك حقيقة ما يقوم به أو يمارس ضده من سلوكيات.
ب‌. قابليتهم للإغراء المادي عالية وبالتالي يمكن مقابل عائد مادي بسيط أو بعضاً من الحلوى وقوع الأذى عليهم .
ت‌. سهولة رضوخهم للتهديد والوعيد من قبل من يستغلهم جنسياً ليحافظوا على سرية ما يتعرضون له من استغلال وإيذاء.
ث‌. تحت مشاعر الخجل قد يخفى ما يتعرض له من استغلال جنسي.

ثانياً علامات ودلائل جسمية ونفسية قد توحي بوجود اعتداء جنسي يقع على الطفل أو المراهق:
أ‌. وجود علاقة غريبة بين الطفل أو المراهق وأحد الخدم أو السائقين (نساء-رجال) في المنزل.
ب‌. رضوخ الطفل أو المراهق لطلبات أحد أفراد الأسرة أو غيرهم مع خوفه منه.
ت‌. غياب الطفل أو المراهق لفترات طويلة عن المنزل دون سبب مقنع.
ث‌. انعزال الأطفال أو المراهقين مع بعضهم البعض وقتاً طويلاً.
ج‌. أن يكون لديه معرفة ببعض المسائل الجنسية غير المناسبة لعمره وظروفه وقدراته.
ح‌. ظهور سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمره.
خ‌. محاولة الطفل أو المراهق ممارسة العملية الجنسية أو مقدماتها مع أحد الأطفال.
د‌. أن يتوفر في يد الطفل أو المراهق مال أو هدايا أو حلوى بشكل دائم غير معروفة المصدر.

ثالثاً وسائل الحماية:
أ‌. العلاقات الأسرية القوية التي تربط أفراد الأسرة فيما بينهم والحب والحنان والتقبل داخل الأسرة.
ب‌. علم طفلك كيف يتصرف تجاه الغرباءــ ولا نقصد أن يشعر الطفل بعدم الثقة والأمان من المحيطين به ....ولكننا نقصد أنه من المهم أن يعرف كيف يتصرف في حال وقوع أمور وتصرفات مريبة من بعض الناس.
ت‌. ألا يندمج مع الغرباء ويثق فيهم ثقة مطلقة.
ث‌. أن يتعرف ويتدرب على مبادئ الأمان فيما لو تعرض له أحد
ج‌. أن يدرك الطفل أنه قد يتعرض للإيذاء الجنسي حتى من القربيبن منه.
ح‌. علمه بأن جسده ملك له لا يجوز لأحد أن يلمسه فيما عدا والديه أو طبيبه المعالج.

الانحرافات والمشكلات الجنسية... برامج العلاج وفنيات تعديل السلوك؟
لا يمكن مثلاً أن نتقدم لهم من البرامج ما تعارفنا عليه على أن نقد معه لأقرانهم الآخرين كأن نقترح لهم نشاطات معينه نشغل بها وقتهم (التعليم الذاتي ـــ الصيام ـــ القراءة ـــ الكتابة ــ ممارسة أي من الهوايات النافعة....) فقدرات هؤلاء الأفراد المعاقين عقلياً تحول بالعادة دون أن تتضمن الخطة الوقائية أو العلاجية مثل هذه النشاطات المفيدة والمشوقة لذلك فإننا نميل لأن نستخدم معهم بدائل أخرى أكثر بساطة وواقعية وإمكانية للتحوير:

أ‌. الاستعانة بالله والدعاء لصلاح الأبناء.
ب‌. ترو ولا تثر وتعامل معه ومع مشكلته برفق وأناة املك زمام نفسك وزمام الموقف.
ت‌. عندما يرتكب الطفل أو المراهق سلوكاً غير مقبول يجب مصارحته بسلوكه الخاطئ.
ث‌. صرف انتباهه إلى نشاط آخر بسيط مثل (ممارسة الرياضة أو الألعاب الخفيفة أو المساعدة في الأعمال المنزلية).
ج‌. إعطاؤه الثقة بنفسه وبقدراته وباستقامته وباتباعه للتوجيهات التي تقدم له.
ح‌. عدم اللجوؤ لأساليب العقاب البدني أو الشتم والتهديد لأنها قد تدفع بالطفل المراهق ليزداد في ممارسة السلوك.
خ‌. تعزيز وتشجيع السلوكيات المقبولة والمرغوب فيها.
د‌. التعرف على البيئة التي يعيش فيها الطفل أو المراهق.
ذ‌. ربط التوجيهات بالأمثلة والقرائن.
ر‌. التنسيق والتعاون بين الأسر و المسؤولين في المراكز التي ينتمي إليها الطفل.
ز‌. لتذكر أن بعض السلوكيات الجنسية إنما يمارسها الطفل ليس بدافع أو رغبة جنسية وإنما هو لعب وسلوك بريء طبيعي لمن هم في عمره مثل لمس الأعضاء التناسلية.

تابع القراءه »

التوحد .. والتدخل المبكر ------ الواقع والمأمول

1 التعليقات
لفهرس:
أولاً: التدخل المبكر .. الواقع للسياسات المعاصرة
o تعريف التدخل المبكر
o مراحل الطفولة والتدخل المبكر
o فئات الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة وخدمات التدخل المبكر
o برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة
o افضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر
o الرعاية التربوية والتعليمية . لأطفال التوحد[ الواقع-كالمأمول]
ثانياً: التوحد .. والتدخل المبكر ---الواقع والمأمول
o الأسرة : الفاعلية والأدوار مع أطفال التوحد عند التدخل المبكر
o البرامج العلاجية المساندة للتدخل المبكر في علاج اضطراب التوحد
o المأمول في سياسات التدخل المبكر مع أطفال التوحد

أولاً: التدخل المبكر .. الواقع للسياسات المعاصرة
تمهيد :
في خلال العقدين الآخرين ، تم التوسع في خدمات وبرامج التدخل العلاجي المبكر للأطفال دون السادسة من العمر، ونتج عن ذلك (1):
o تزايد الوعي بأهمية الخبرات المبكرة في المراحل الأولى من العمر في نمو وارتقاء الإنسان ، وتضاعف هذه الأهمية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
o التحول الذي تم في الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث أصبح من الضروري حصولهم على الخدمات الخاصة في البيئات الأساسية التي يستخدمها الأطفال العاديون ، مثل بيئة الأسرة ودور الحضانة والمدارس التمهيدية .
o الاعتراف المتزايد بأن الأطفال الرضع وأطفال الحضانة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية مع من هم في مثل أعمارهم الزمنية ، وبهدف تنمية وتطوير قدراتهم واستعداداتهم .
ومن حيث التدخل المبكر والخدمات العلاجية وغيرها لأطفال ذوي الحاجات الخاصة فإنه يقوم على أساس أن الأهداف العامة للتربية الخاصة Special Education من سن الميلاد إلى سن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية ، يقوم على أساس تدعيم نماء الأطفال الصغار عن طريق التدخل في الوقت المناسب ، قبل أن يؤدي العوق في ظروف الخطر النمائي At - Risk Development ، إلى تغيير أو إعاقة النمو ، وتعثر الاستفادة باستعداداتهم وقدراتهم في المستقبل . بل أن الهدف أيضاً منع أو الوقاية من ظهور العوق الثانوي .
ومن حيث الأسرة التي لديها أبناء من ذوي الحاجات الخاصة ، فإن الهدف تدعيم الأسرة لكي تقدم أفضل رعاية للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، أو من هم في نطر بيولوجي أو بيئي بسبب العجز والإصابة .
ومن حيث المجتمع ومؤسساته الخاصة بالرعاية ، فإن الجهود الفردية والجماعية عليها تحمل المسئوليات لجعل الخدمات الخاصة ، لهؤلاء الأطفال موضع الجهد الإيجابي الفاعل .

الدلالة اللغوية :
1- التدخل : من حيث الدلالة اللغوية(2) ، فإن المصدر دَّخُل ، والدَّخُل خلاف الخرج وتداخل الأمور ، تشابهها والتباسها ودخول بعضها في بعض . والمداخلة دخول الأشياء بعضها في بعض .
2- المبكر : من حيث الدلالة اللغوية ، فإن المصدر بكر(3) . وابتكر بمعنى إدراك الشيء من أوله ، وهو من الباكورة ، وأول كل شيء . وكل من أسرع إلى شيء ، فقد بكر إليه . والباكور من كل شيء ، هو المُبكرَّ أي السريع الإدراك .

تعريف التدخل المبكر :
ومن الناحية الإجرائية يُعرف التدخل المبكر Early Intervention ، على أنه يتمثل في إجراءات منظمة ، تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال دون عمر السادسة من ذوي الحاجات الخاصة ، وتدعيم الكفاية الوظيفية competences Functional لهم ولأسرهم لذلك فإن الهدف النهائي للتدخل المبكر ، يعتمد على تطبيق سياسات وقائية Prevention Strutegys ، بهدف تقليل نسب حدوث أو درجة شدة مسببات العوق أو العجز . وهذه السياسات قد تكون أولية Primary أو ثانوية secondary.

مراحل الطفولة والتدخل المبكر
تقسم مراحل الطفولة من حيث سياسات التدخل المبكر إلى ثلاث مراحل :
1- المرحلة الأولى : مرحلة الوليد والطفل الحضين وتمتد من الميلاد مباشرة وحتى نهاية السنة الأولى من العمر ، ويطلق على الطفل في هذه المرحلة الطفل الرضيع Infant ، وأن كانت الرضاعة تمتد حتى عامين من العمر .
2- المرحلة الثانية : مرحلة طفل الحضانة Toddler وتمتد من نهاية السنة الأولى من الميلاد حتى بداية الطفولة المبكرة إلى 36 شهراً من حيث الميلاد .
3- المرحلة الثالثة : وهي مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية ( التعليم الأساسي) Preschool Child وتمتد من 3 سنوات إلى 5-6 سنوات ويُسمى الطفل آنئذ طفل ما قبل التعليم الأساسي .

فئات الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة وخدمات التدخل المبكر :
هناك ثلاث فئات من الأطفال ، الذين يمكن تقديم خدمات التدخل المبكر لهم(4) :
1- الأطفال الذين في حالة خطر بيولوجي , ويعود هذا الى وجود خلل في بعض أجزاء المخ نتيجة لعوامل بيلوجية مثل (الجينات ,صعوبات فترة الحمل والولادة,أو الالتهابات الفيروسية ).
2- الأطفال الذين في حالة خطر بيئي, والذي يكمن في تدني الوضع الاقتصادي وأثره على إضعاف بنية الصغار ، وإصابتهم بالأمراض التي تعيق نموهم الطبيعي .
3- وهناك فئة أخرى تضم الأطفال المتأخرين نمائياً(5) , والذي يتضح لديهم تأخر نمائي فعلي في أول سنتين من العمر في مجالين أو أكثر من مجالات النمو .

برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة :
تكاثرت برامج التدخل المبكر في السبعينات ، ومعظمها اهتم بالقصور defect القائم على أن الضعف Infirmity or Impotence يوجد داخل الطفل وأن العوامل البيئية غير المناسبة هي مجرد عوامل مساهمة(6) ، كما افترض أن الضعف هو مسئولية الآباء بالدرجة الأولى، لذلك كانت البرامج تركز على التعليم التعويضي Compensation Education، وإلى إرجاع النجاح لجهود المعلم ، والفشل إلى الخلل في الأسرة .
ثم حدث تحول تدريجي بين الباحثين في الثمانينات نحو رفض النموذج السابق عندما ظهر علم اجتماع التربية الخاص Social Special Education ، وظهور الاتجاه المعرفي الاجتماعي Social Cognition ، والقائم على أن النمو عبارة عن عملية تفاعلية Transactional Process ، حيث كان ذلك نهاية الفصل التقليدي بين النمو المعرفي والنمو الاجتماعي ، والاهتمام بالسياق المتغير لخبرات الطفل ، وفق ما أشار إليه " ساندوز "(7) Sandows 1990.

افضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر(8) :
o التدخل المتمركز حول الأسرة وليس الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة .
o الاعتماد على الاتجاه البيئي / الوظيفي في تحديد محتويات المنهج من خلال تحليل خصائص بيئات الطفل ، وفي التدريس من خلال الابتعاد عن الطرق الجامدة والمنظمة بدرجة عالية .
o التكامل Integration أي تقديم الخدمات في البيئات الطبيعية للطفل .
o تدريس الحالة العامة ، أي تدريس الطفل تعميم المهارة أثناء اكتسابها .
o الاعتماد على نموذج الفريق عبر التخصصات .
o التخطيط لعمليات الانتقال والتحول، خاصة الانتقال من خدمات المستشفى إلى خدمات المنزل أو مركز رعاية الطفل، ومن مركز رعاية الطفل أو الأسرة إلى خدمات ما قبل المدرسة ، ومن خدمات ما قبل المدرسة إلى المدرسة .
وتعتبر المدرسة إحدى أهم البيئانات التى تحتضن الأطفال العاديين وغير العاديين، فإلمدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية تكمل دور المؤساسات الأخرى لتربية الأطفال وتقديم الخدمات الأجتماعية لهم والعمل على اكسابهم السلوكيات المناسبة وتعديل السلوكيات غير المناسبة، وخاصة عندما يكون الأطفال من ذوي الأحتياجات الخاصة .
ومن حيث أن الأسرة هي المحور الأساسي لأبنائها سواء كانوا من الأسوياء أو من ذوي الحاجات الخاصة ، وبذلك فإنه يتعين إبراز دور الأسرة كمؤسسة اجتماعية أساسية في رعاية أبنائها الصغار ، وخاصة عندما يكون الأطفال مصابين بالعوق والعجز ، فأننا سنوضح ذلك فيما يلي.
أولا- التعديل السلوكي لأطفال التوحد والعلاقات الاجتماعية :
اكتشف " ليوكانر" Leo Kanner عام 1943م اضطراب التوحد ، وشاركه زميله " ليون ايزبنيرج " Leon Eisenberg ، وقاما بتحديد اضطرابات السلوك الاجتماعي عند الإصابة بالتوحد ، وأهم هذه الاضطرابات والصعوبات :
o الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانعزال والتقوقع وصعوبة التعامل مع الآخرين .
o لا يهتم بالآخرين ، بل يتجاهل من حوله ، ويهتم بالجوانب المادية الموجودة حوله .
o يتعامل مع أجزاء جسم من حوله بصورة منفصلة ، فإذا لعب بيد شخص بجانبه فكأن اليد جزء منفصل عن جسد من بجانبه .
o يفتقد القدرة على التواصل البصري Eye - Contact فهو لا يطيل تركيز البصر نحو موضوع معين .
o يفتقد السلوك المقبول وفق المعايير الاجتماعية ، مثل مايحدث في حال الشراب أو الأكل.
o يهتم بالجوانب الخلقية لمن يتعرف عليهم ، ولكن لا يقيم علاقات اجتماعية أو صداقة معهم .
o لا يدرك مشاعر الآخرين ولا يهتم بهم ، ولا يفرق بين الناس والأشياء ، ولا يبذل أي مجهود لتفادي التعثر في الناس إذا كانوا في طريقه ، أو الاهتمام بحاجياتهم .
o ضعف الإحساس العاطفي والعلاقة بالآخرين Emotions and Relationships فالارتباط مع الوالدين له مظاهر غير ثابتة ، والمشاعر والعواطف في المواقف الاجتماعية غريبة وغير متوقعه .
o صعوبة القدرة على إدراك أفكار الآخرين Understanding other People's Thoughts. خاصة وأن لديهم صعوبة في إدراك المفاهيم المجردة . بل يطلق بعض علماء النفس على التوحد مسمى العمى الادراكي ، حيث لا يدرك المصاب بالتوحد - مثلاً - معنى الخداع والتضليل .

ثانياً : صعوبات القدرات اللغوية :
يواجه أطفال التوحد صعوبات في القدرة على التواصل بصور ومستويات متباينة ، وتتمثل في :
1- مرحلة ما قبل التواصل اللفظي Preverbal Communication
الطفل العادي عندما يصل إلى العام الأول ، لديه القدرة على سلوك الانتباه المزدوج Joint -Attention behavior فهو يمكنه أن يؤشر باصبعه تجاه شيء معين بينما طفل التوحد يندر أن يكون سلوكه بهذه الكيفية .
2- التواصل غير اللفظي Non - Verbal Communication
الطفل العادي يتواصل بطريقة غير لفظية حيث يستخدم الإيماءات بمصاحبة الكلام أو التعبير عن انفعاله ، ويصاحب ذلك تواصل بصري بينما طفل التوحد تلميحات الوجه وقسماته لا تتوافق مع نبرات الصوت ، ولا تنسجم الإيماءات مع الكلام.
3- صعوبات الكلام Difficulties in Speech
يصعب على أطفال التوحد تنمية وتطوير القدرة على الكلام . وغالباً ما يعانون من خرس وظيفي ، يصاحب بمشكلات تواصلية عديدة .
والقلة من أطفال التوحد ، ممن يتمكنون من تنمية وتطوير القدرة على الكلام، فإن قدرتهم على الكلام تتصف بالصفات التالية :
o المصاداة Echolalia
وتتمثل في ترديد الكلام المسموع من الصدى ، حيث تتم مباشرة بعد سماع الكلام أو مرور بعض الوقت . والأمر عادي بالنسبة للطفل العادي . ولهذا يجب التأكد ما إذا كانت المصاداة بالنسبة للطفل طبيعية ، إذ أنها تتوقف قبل أو عند بلوغ الطفل 3سنوات فإذا استمرت فإن الطفل يكون مصاباً بالتوحد .
o اللغة المجازية Metaphorical Language
وتمثل عبارات لغوية مجازية خاصة بطفل التوحد . وهي ليست اللغة المجازية في البلاغة . ولكنها لغة يُعبر بها طفل التوحد لشيء معين ، قد لا يفهمه إلا من يحيط به .
o الكلمات الجديدة Neologisms
وهي تسمية أشياء بمسميات خاصة بالطفل التوحدي ، وحيث لا يعرفها إلا المحيطين به .
o الاستخدام العكسي للضمائر Pronoun Reversal
وهي الصعوبة في استخدام الضمائر بشكل صحيح .
o مكونات اللغة Language Systems
يعاني أطفال التوحد من مشكلات وصعوبات في مكونات اللغة ، تتمثل في :
1. الصوتيات Phonetics : وهو تركيز الأصوات وعلاقتها بالقدرة على الكلام ، حيث تكون نبرة الصوت عند طفل التوحد شاذة غريبة ، تتصف بالرتابة ، مما يصعب على الملتقي فهمها واستيعابها .
2. المفردات Vocabulary ( الحصيلة اللغوية ) ، حيث يحدث تأخر في الحصيلة اللغوية عند أطفال التوحد . وقد يعزي ذلك إلى قلة المحصول اللغوي وخاصة عند تأخر الكلام إلى سن خمس سنوات عند أطفال التوحد ، وهو سن بدء الكلام لديهم . هذا وأن كان البعض يتمكن من تكوين حصيلة لغوية جيدة .
3. بناء الجملة الكلامية Syntax وترتيب الكلام . حيث يلاحظ تأخر أطفال التوحد في اكتساب بناء الجملة الكلامية ، وصعوبات استخدام الضمائر والخلط بين المفردات .
4. دلالات الألفاظ Semantics والخاصة بوصف العلاقة بين الكلمات ومدلولاتها ، حيث يعاني أطفال التوحد في صعوبة إدراك مدلول بعض الكلمات المجردة أو الجمل المجازية . فمثلاً الكلمة الواحدة التي لها دلالة على شيئين مثل ورقة فقد تستخدم كورقة الكتاب أو ورقة الشجرة ، يصعب على طفل التوحد فهمها .
5. ملائمة وانسجام اللغة المستخدمة مع المواقف الاجتماعية ، وتوقعات المتلقى . فمثلاً قد يعاني طفل التوحد من صعوبة في فهم ما يقصده المتحدث فيجيب إجابة بعيدة عن المقصود .

ثالثاً : السلوك الاستحواذي المتكرر Repetitive obsessionalehaviour
وهو السلوك الخاص بفقد المرونة وعدم القدرة على التخيل ، وخاصة خلال ممارسة اللعب ، حيث يفقد أطفال التوحد الإبداع والتجديد والتخيل، كما يفتقد أطفال التوحد القدرة على التخطيط ، ويتصف أسلوبهم في حل المشكلات بالجمود ، ويفسر ذلك إلى وجود خلل في الفص الأمامي من المخ وهو المسئول على السلوك الاستحواذي لدى أطفال التوحد .
ويتباين أطفال التوحد في ظهور السلوك الاستحواذي ، فالبعض يظهر السلوك في اللعب ، عندما يصف أشياء بطريقة نمطية متكررة في أنحاء المنزل، بينما آخرون يظهر لديهم أثناء أداء الواجب المدرسي ، كأن يضع نقطة أو علاقة بعد كل كلمة يكتبها، وبصفة عامة فإن المشكلات النفسية الخاصة بالصعوبات النمائية عند الإصابة بالتوحد ، ترجع إلى التلف الذي يلحق بالمخ أو بعض أجزائه ، ويعد ذلك من أهم الموضوعات التي تشغل بال الباحثين في الوقت الحاضر .

الرعاية التربوية والتعليمية لأطفال التوحد[ الواقع- --- كالمأمول] :
ثبت ضعف الافتراض القائم على أن العوق العقلي غير قابل للتعليم ، وأيضاً بالنسبة لأطفال التوحد . ولهذا فإن الرعاية التربوية والتعليمية لأطفال التوحد يتبع فيها ما يأتي (9) :
1- البرامج التربوية :
أفضل برامج التدريس لأطفال التوحد .. هي برامج عالية التنظيم Highly Structured ذلك لأن :
o الصعوبات التي يعاني منها أطفال التوحد في مجال التفاعل الاجتماعي، تحتم على المعلم أن يبادر في التفاعل مع الطفل ، ويزوده بالإرشادات والتوجيهات ، وإلا ينسحب الطفل ، ويتبع السلوك الاستحواذي المتكرر.
o تعتمد هذه البرامج ، على تجزئة النشاط التعليمي إلى خطوات سهلة واضحة ، ذات أهداف محددة . وهو أسلوب له عائده على أطفال التوحد .
o هناك فرصة أمام أطفال التوحد للتنبؤ بمكونات الجدول الدراسي اليومي والأسبوع ، لأن التغييرات المفاجئة لها ردود أفعال غير طيبة .
وبصفة عامة هذه البرامج تتسم بالمرونة والتلقائية ، كما أن أطفال التوحد تتاح لهم المرونة الكافية للتعامل مع مواقف الحياة في المستقبل .

2- اختيار المدرسة المناسبة :
والتي تتفهم طبيعية المشكلات والصعوبات الخاصة بطفل التوحد، وحيث تتوافر في برامجها المرونة التي تتماشى مع حاجات الطفل الفردية الخاصة، وأن يعمل المعلمون على مقابلة حاجات الأطفال الخاصة ، وأن تستخدم مهارات أكاديمية وأساليب متطورة تعتمد على تنمية وتطور التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الطفل التوحدي، ويقتضي ذلك قيام الوالدين بتقصي الحقائق واستشارة جهات الاختصاص للتعرف على جوانب القوة للأساليب التربوية المناسبة التي تقابل حاجات أطفال التوحد .

3- أفضل نسبة لعدد المتعلمين إلى المعلمين ؟
يفضل أن لا يزيد عدد المتعلمين من المصابين بالتوحد عن ثلاثة متعلمين لكل معلم ، حتى يتمكن المعلم من تركيز انتباههم للنشاطات التعليمية والتدريبية .

4- مستوى التحصيل التعليمي :
يتطور لدى أطفال التوحد ، حتى في حال التحاقهم بالمدارس لفترة قصيرة (سنتان مثلاً ) . والذين يحصلون مستوى تحصيلي جيد ، يمكنهم تحقيق نتائج طيبة في حياتهم العملية، وأطفال التوحد من مستوى الذكاء المتوسط أو فوق المتوسط يكون مستوى التحصيل العلمي عادي ، وأطفال التوحد ممن تكون معدلات ذكائهم عادية يدرسون مواد علمية تتطلب قدرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين . بينما المواد الأدبية تتطلب تفسيراً للمعاني وفهماً مما يمثل صعوبة لأطفال التوحد، وعادة أطفال التوحد الذين يعانون من عوق عقلي ، فإن تحصيلهم التعليمي يكون أقل من التحصيل المتوسط أو العادي ، وعند الانتهاء من المراحل الدراسية ، فإن أطفال التوحد يتعلموا مهارات أساسية مثل : مبادئ القراءة والكتابة وفهم أساسيات الحساب واستخدام النقود والبعض منهم يتعلم مهارات فردية كالطبخ وارتداء الملابس وغسلها .

5- القدرة على التواصل :
يمكن تعليم أطفال التوحد عملية إخراج الأصوات ونطق الكلمات وتكوين الجمل الكلامية ، وفق قدراتهم الفردية، والقدرة على التواصل لا تقتصر على القدرة على إخراج الأصوات ، أو تكوين جمل مستقيمة نحوياً ، بل تشمل القدرة على توصيل المعاني والأفكار والتجارب ، عن طريق الحوار في إطار اجتماعي . وهذا الدور ضئيل في عملية التواصل .

6- لغة الإشارة Sign Language
وهي ضرورية في تطوير القدرة على التواصل ، للمساعدة في التعبير عن الأفكار وإيصالها للمتلقى ، وعند استخدام الإشارة اليدوية يستطيع الطفل توضيح الكلمة التي يريد نطقها ، أو تستخدم لتعزيز قدرة الطفل على فهم كلام الآخرين والأهم هو التركيز على تعلم الكلام فهو وسيلة التواصل ، ولغة الإشارة تمثل خطوة على الطريق الموصل إلى تعلم الكلام .

7- تحديد الاحتياجات التربوية :
ويقوم بتحديدها الأخصائي النفسي الذي يقوم بتقييم حالة الطفل ، ويشارك في ذلك المعلم وأخصائي النطق إضافة إلى الدور الفاعل للأبوين، ومن الصعوبات التي قد تواجه الآباء ، عدم توافر كافة الحاجات التربوية للطفل. ولهذا ينصح الوالدان بمراجعة التقرير الذي يعده الأخصائيون ، لتحديد تقييم حالة الطفل ، وما يمكن أن يكون هناك من اتفاق أو اختلاف .

8- الدمج Integration or Unification
البرامج القائمة تقوم على الدمج الحسي Sensory Integration (10) ، لأن اضطراب التوحد يضعف من القدرة على تنظيم المثيرات الحسية [ السمعية ، البصرية ، الشمية ، الذوق ، الإحساس بالضغط والجاذبية والحركة ووضع الجسم] ولذلك فان أطفال التوحد يعانون من اضطراب الدمج الجسمي ، ولهذا يجب أن تكون هناك برامج فردية لكل طفل حسب إحتياجاته الحسية والنمائية الخاصة . وهذه البرامج تقوم على تعرف المدرب على المتغيرات التي تحفز طفل التوحد على الدمج في أنشطة معينة ، فإذا واجه الطفل مشكلة في اختيار النشاط المناسب ، فإن المدرب يعمل على توفير برنامج أكثر ملائمة، ومحور هذه البرامج يقوم على استخدام اللعب كوسيلة لرفع البرامج إلى تنمية وتطوير الدمج الحسي، من يجعل الفرد أكثر ثقة في نفسه ، وأكثر توافقاً مع المؤثرات الحسية من حوله .

التوحد .. والتدخل المبكر ------ الواقع والمأمول
الأسرة : الفاعلية والأدوار مع أطفال التوحد عند التدخل المبكر :
للأسرة دور كبير وفاعل في تقدم الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، بصفة عامة، وطفل التوحد بصفة خاصة ، ذلك لأن تدريب الطفل من حيث ساعات العمل في المدرسة ، لا تتعدى منتصف النهار ، بينما يقضي الطفل باقي الوقت في المنزل ونهاية الأسبوع وفي المناسبات ، مما يستدعي أن تلتزم الأسرة بحضور الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسات ذات الاختصاص ، كالبرنامج التربوي للطفل ، وتتعاون مع المعلمين باستمرار في برامج الطفل المنظم ، وتهيئة البيئة المناسبة في المنزل ، حتى تساعده للوصول بنجاح بقدر الإمكان وتعمل على تعديل سلوكه .
ومن حيث فاعلية دور الأسرة ، فقد تخلت أغلب المؤسسات التعليمية الناجحة في عالم الغرب ، عن وجود برامج السكن الداخلي ، والتي تبعد الطفل عن أسرته طوال العام ، واستعاضت بالبرامج النهارية العادية ، ليعود الطفل لمنزله في نهاية اليوم الدراسي، والواقع أن رعاية الأسرة وحنان وعطف الأبوين ، يمثلان الجهد الأساسي في فاعلية رعاية أطفال التوحد والمصابين بالعوق ، كأساس للتدخل المبكر القائم على علاج الطفل وتعديل سلوكه .
وقد قامت الدكتورة / سميرة عبد اللطيف السعد-(11) بجامعة الكويت- بدراسة حول : قضايا ومشكلات التعريف والتشخيص والتدخل المبكر مع أطفال التوحد ، وخلصت النتائج إلى إعداد برنامج تربوي وتعليمي ، لتحديد إحتياجات الأطفال المصابين بالتوحد ، من وجهة نظر الآباء ، والذي يعد ضرورة من ضرورات التدخل المبكر مع أطفال التوحد، وكان ترتيب أولويات الاحتياجات التدريبية والتعليمية - من وجهة نظر الآباء - كما يأتي :
1/ تنمية التحكم في العضلات الكبيرة والدقيقة والمهارات الحركية .
2/ التدريب على تناول الطعام بصورة مناسبة .
3/ تدريب الطفل على السلوك المناسب في المواقف المتعددة .
4/ السعي نحو تعديل بعض أنواع السلوك غير المرغوب فيه مثل الضرب والقفز والبصق.
5/ التدريب على استخدام وسيلة تواصل مناسبة له مع الآخرين ، لفظية أو غير لفظية .
6/ التدريب على كتابة الكلمات البسيطة ( مهارة معرفية ) .
7/ تطوير مهارات الاعتماد على النفس .
8/ التدريب على استخدام المرحاض في قضاء حاجته .
9/ توفير نشاطات ترفيهية ممتعة للطفل والمشاركة في نشاطات اجتماعية مع آخرين .
10/ تطوير مهارات مهنية تخدمه مستقبلاً في حياته الاجتماعية .
11/ تدريب الطفل على الجلوس لأطول فترة ممكنة .
12/ التدريب على الاستجابة للمؤثرات السمعية والبصرية .
ومن المهارات الهامة لدى أطفال التوحد ، تدريبهم على الاستقلالية الفردية أي تنمية القدرة على الاختيار بين البدائل ، ومنحه حرية أكثر في المجتمع . هذا يجب اتصاف البرامج بالمرونة ، والتعزيز المتواصل الإيجابي ، والتقييم المنظم ، وعلى أن يكون هناك فريق استشارة وتدريب على رأس العمل من قبل متخصصين .

البرامج العلاجية المساندة للتدخل المبكر في علاج اضطراب التوحد :
توجد أساليب التدخل التي تعمل على التخفيف من حدة إعاقة التوحد في بعض الحالات . وهذه الأساليب ليست علاجاً للتوحد، وإنما دورها مساندة البرامج التربوية والسلوكية لأطفال التوحد (12) .
من هذه الأساليب :
o الحمية الغذائية .
o جرعات هرمون السكرتين .
o العلاج بالفيتامينات ( خاصة B6 + مغنسيوم ) .

الحمية الغذائية :
أشار بول شاتوك Paul Shattock بجامعة سنترلاند ببريطانيا - إلى أن أساس اضطراب التوحد Metabolic disorder ، حيث تبين أن اضطراب التوحد يحدث نتيجة تأثير البيتايد Peptide وهي مادة تنشأ من البروتينات نتيجة الهضم ، وتحدث نتيجة التحليل غير المكتمل أثناء عملية ايضية لبعض أصناف الطعام وخاصة الجلوتين Gluten ( بروتين من القمح ومشتقاتها الكازيين Casien ، بروتين من الحليب ومشتقاته ) وحيث يحدث تأثير تحذيري على التوصيل العصبي . ووجود هذا التأثير التحذيري بدرجة كبيرة في الجهاز العصبي المركزي ، يحدث اضطراب في أنظمته ، وينتج عن ذلك اضطراب في الجوانب المعرفية والانفعالية ونظام المناعة والقناة الهضمية، كما يشير هذا الاتجاه إلى احتمال أن يكون للتطعيمات التي تعطي للأطفال دور في حدوث اضطراب التوحد . حيث يذكر آباء أطفال التوحد حدوث تغيرات على أطفالهم بعد التطعيم بأيام وأحياناً بساعات محددة ، ويقترح المؤيدون لهذه النظرية برنامجاً غذائياً خاصاً بأطفال التوحد يكون خال من الجلوتين والكازيتين بعد فحوصات مختبرية للبول لمعرفة مستوى الببتايد المخدرة ، حيث أن الحمية الغذائية المناسبة ، تساعد كثير من أطفال التوحد ، على تحسن بعض المظاهر السلوكية لديهم ، مما يجعلهم أكثر قابلية للتعليم والتدريب .

جرعات هرمون السكرتين Secreten
أشار " وارنر " Warner في 2000م أن من أساليب التدخل العلاجي التي قد تحدث تحسناً عند الإصابة بالتوحد ، إعطاء جرعة واحدة فقط من هرمون السكرتين . ويفضل " الشمري " استخدام السكرتين والسيريناد Secreten & Serenaid (13 كثنائي علاجي لما لهما من آثار إيجابية على الحالات التي تعامل معها " الشمري " ، حيث تبين أن تأثير الجرعة الواحدة من هذا الهرمون يستمر 3 أشهر إلى سنة ، وينصح "الشمري" بعدم استخدام الجرعة الثانية قبل مضي 3 أشهر من تاريخ أخذ الجرعة الأولى . ويُعد التواصل البصري لطفل التوحد ، من أهم المؤشرات التي توضح أن التدخل العلاجي لجرعة من هرمون السكرتين له آثار علاجية ، إضافة إلى أن طفل التوحد يمكنه نطق بعض الكلمات أو العبارات ، التي لم تكن لديه القدرة على التحدث بها من قبل الا أن هرمون السكرتين قد يفيد مع حالات ويفيد مع حالات أخرى.

العلاج بالفيتامينات :
في معهد أبحاث التوحد بجامعة كاليفورنيا ، يُعد رملاند Rimland أكثر الباحثين الذين استخدموا العلاج بالفيتامينات والمغنسيوم لتعديل سلوك وأعراض التوحد . وفي تجارب " رملاند " 1987م ، تبين أن أجسام أطفال التوحد تحتاج إلى جرعات غذائية لا تتوافر في الأغذية العادية ، وهذه الجرعات الإضافية من فيتامين B 6( جرعات تتراوح بين 30 - 300 مليجرام ) ، وجرعات إضافية من المغنسيوم ( جرعات يومية ما بين 350 - 500 مليجرام ) ، عندما تضاف إلى الوجبات الغذائية لأطفال التوحد ، وحيث تبين أن 30% - 50% من هؤلاء الأطفال يتحسن سلوكهم في جوانب : التواصل البصري ، تحسن في عادات النوم ، الانتباه ، التحدث ، استخدام الكلمات .

المأمول في سياسات التدخل المبكر مع أطفال التوحد(14) :
ثبت بشكل قاطع أن التدخل المبكر ، يفيد ويثمر بشكل إيجابي Positive مع أطفال التوحد وعلى الرغم من الاختلاف بين برامج رياض الأطفال إلا أنها تشترك جميعها في التركيز على أهمية التدخل التربوي الملائم والمكثف في سن مبكرة من حياة الطفل، ومن العوامل المشتركة بين تلك البرامج مايلي :
o دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين في المدارس العادية والاستفادة من الأساليب التربوية الحديثة المتمثلة في استحداث برامج غرف المصادر وبرامج المعلم المستشار وبرامج المتابعة في التربية الخاصة .
o توفير البرامج التي تعزز اوجهه القوة لدى الاطفال وتعالج نقاط الضعف لديهم من اهتمامات الطفل مع اضفاء طابع الشمولية والمرونة على مناهج المدارس العادية بغرض الوفاء بالاحتياجات الاساسية لجميع التلاميذ ومراعاة الفروق الفردية بينهم
o الاستخدام الواسع للمثيرات البصرية أثناء عملية التدريس والجداول عالية التنظيم للأنشطة , وفي هذا النطاق تجدر الاشارة الى أهمية استخدام الوسائل المحسوسة والمثيرة لإنتباة الأطفال.والابتعاد كل البعد عن الوسائل المجردة وإضافة الى ماسبق من الممكن الاستعانة بالتقنية الحديثة في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة (الحاسب الآلي )
o تدريب اولياء أمور المصابين بالتوحد والمهنيين العاملين معهم ، والتخطيط والمتابعة المستمرة للمرحلة الانتقالية . وتقتضي الضرورة تضامن فريق من الأخصائيين كمعلم التربية الخاصة ، وأخصائي تعديل السلوك ، وأخصائي علاج النطق وأخصائي علاج النطق والكلام ، والتدريب السمعي ، والدمج الحسي ، وبعض العقاقير الطبية والحمية الغذائية .
o يستجيب أطفال التوحد لبرامج التربية الخاصة ذات التنظيم الجيد ، والتي تصمم لتلبية الحاجات الفردية Individnal Needs ، وتتضمن التدخل الذي يهتم بعلاج المشكلات التواصلية ، وتنمية المهارات الاجتماعية وعلاج الضعف الحسي ، وتعديل السلوك، على أن يتم ذلك من خلال متدربين ومعلمين من أصحاب الكفاءة والدراية .
o ومن أساسيات التدخل المبكر تدريب أطفال التوحد على مهارات الحياة اليومية في سن مبكرة ، مثل تعلم عبور الشارع ، أو التسوق بدرجة بسيطة .
o إضافة إلى تنمية المهارات ذات الصلة بجوانب : التواصل البصري ، تحسن في عادات النوم ، الانتباه ، التحدث ، استخدام الكلمات في الأوقات والمواقف المناسبة .

تابع القراءه »

مقاييس التشخيص للتوحد

1 التعليقات

التوحد هو أحد الإعاقات النمائية التي لا يقل شيوعها عن متلازمة داون ، فالتوحد يعرف بعجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية ، والتواصل اللفظي وغير اللفظي ، واللعب التخيلي والإبداع ، حيث يبدوا الطفل - في نظر والديه طبيعيا - ومن ثم تظهر عليه علامات الانعزال والسلوكيات الشاذة والغريبة وتغيير في طريقة الكلام أو اختفاءه فيبدأ قلق الأسرة وتبدأ معاناتهم ، وأردت في هذه العجالة أن أشرح للأسر التي ابتلاها الله بالمصابين التوحديين

كيف يتم التشخيص وما هي المقاييس المعتمدة في آلية التشخيص؟
في الوقت الحاضر يتم تشخيص التوحد من خلال الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل بواسطة اختصاصي معتمد ، وعادة ما يكون اختصاصي في نمو الأطفال ، أو طبيب و عادة ما يتم ذلك قبل عمر ثلاثة سنوات أو 36 شهر، و في نفس الوقت فإن تاريخ نمو الطفل تتم دراسته بعناية عن طريق جمع المعلومات الدقيقة من الوالدين والأشخاص المقربين الآخرين الذين لهم علاقة بحياة الطفل مباشرة .
ويمر تشخيص التوحد على عدد من الاختصاصيين منهم طبيب أطفال / اختصاصي أعصاب المخ / طبيب نفسي حيث يتم عمل تخطيط المخ و الأشعة المقطعية وبعض الفحوصات اللازمة وذلك لاستبعاد وجود أي مرض عضوي من الأطباء المختصين ، ويتم تشخيص التوحد مبنيا على وجود الضعف الواضح والتجاوزات في الأبعاد السلوكية التي تم ذكرها سابقا وإذا اجمعت ثلاثة أنواع من السلوكيات سـوي ( ما يسمى بثالوث الاضطراب( Triad Impairment لدى الطفل يتم تشخيصه بالتوحد ويعتمد تشخيص التوحد على :-
o الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM - IV) التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي
o الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD - 10 ) التابع لمنظمة الصحة العالمية
وهناك بعض المراكز العالمية طورت نماذج تحتوي على أسئلة تشخيصية للحصول على أكثر المعلومات وتاريخ الطفل وأسرته منذ حدوث الحمل وحتى تاريخ المقابلة التشخيصية لكي يتسنى لهم التشخيص الصحيح.

القائمة التشخيصية للتوحد
القائمـة التالية يمكن أن تساعد في الكشف عن وجـود التوحد عند الأطفال ، علما أنه لا يوجد بند يمكن أن يكـون حاسما بشكل جوهري لوحده ، وفي حالة أن طفلا ما أظهر 7 أو أكثر من هذه السمات، فـإن تشخيصا للتوحد يجب أن يؤخذ في الاعتبار بصورة جادة !!!.
o الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين
o يتصرف الطفل كأنه أصم
o يقاوم التعليم
o يقاوم تغيير الروتين
o ضحك وقهقهة غير مناسبة
o لا يبدي خوفا من المخاطر
o يشير بالإيماءات
o لا يحب العناق
o فرط الحركة
o انعدام التواصل البشري
o تدوير الأجسام واللعب بها
o ارتباط غير مناسب بالأجسام أو الأشياء
o يطيل البقاء في اللعب الانفرادي
o أسلوب متحفظ وفاتر المشاعر

مقاييس الذكاء المستخدمة مع أطفال التوحد
هناك عدة مقاييس للذكاء تستعمل مع الأطفال التوحديين منها :-

تابع القراءه »

اهمية التعرف على اسلوب الطفل التوحدي في التعلم

1 التعليقات
أوضح الدكتور ستيفن ايديلسون من مركز دراسات التوحد, سالم, اوريغون: ان اساليب التعلم هو مفهوم يحاول وصف الطرق التي يحصل بها الناس على معلومات عن البيئة المحيطة بهم. فالناس يمكن ان يتعلموا عن طريق النظر والسمع وـ او عن طريق لمس او توقع شيئ سريعا . فمثلا النظر الى كتاب مصور او قراءة كتاب مصور او قراءة كتاب نصوص يتطلب التعلم عن طريق النظر او الاستماع الى محاضرة حية او على شريط فيديو يتطلب التعلم عن طريق الاستماع وان الضغط على الازرار لمعرفة كيفية تشغيل الفيديو يتطلب التعلم.
وبصفة عامة يتعلم معظم الناس مستخدمين اثنين او ثلاثة من طرق التعلم، ومن المهم ان الناس يمكنهم تقييم مصالحهم الخاصة وطرق حياتهم لتحديد الطرق التي يحصلون بها على كثير من معلوماتهم عن بيئتهم، وبالنسبة لي انا عندما اقرأ كتابا يمكنني بسهولة ان افهم النص، وفي المقابل يصعب علي الاستماع الى تسجيل شريط صوتي لذلك الكتاب ـ اذ لا يمكنني متابعة سير القصة. وهكذا فانني اكثر تعلما عن طريق النظر، ومتوسط ويمكن ان اكون ضعيفا في التعلم عن طريق السماع. وفيما يتعلق بالتعلم السريع فإنني جيد جدا في اخذ الاشياء جانبا لتعلم كيفية عملها، مثل المكنسة الكهربائية او الكمبيوتر."

وقد تؤثر طريقة الانسان في التعلم على حسن ادائه في اي عرض تعليمي خاصة من المرحلة الابتدائية للثانوية ثم الكلية. وتتطلب المدارس عادة كل من التعلم السمعي (الاستماع للمعلم) والتعلم المرئي (قراءة كتاب مثلا )، واذا كان المرء ضعيفا في احدى هاتين الطريقتين من مصادر التعليم فسيعتمد بصورة اكبر على قوته (فمثلا المتعلم عن طريق النظر قد يدرس نص الكتاب اكثر من الاعتماد على محتوى المحاضرة).. وباستخدام هذا المنطق يكون الشخص الضعيف في كلتا الطريقتين البصرية والسمعية قد يواجه صعوبة في المدرسة، اضافة لذلك فان طريقة التعلم يواجه صعوبة في المدرسة، اضافة لذلك فان طريقة تعلم الشخص قد تصاحبها مهنته الخاصة به، فمثلا نجد الافراد النشطين في التعلم يميلون الى المهن يشغلون فيها ايديهم مثل تنظيم الرفوف او الميكانيكا او الجراحة او النحت، اما الذين يتعلمون عن طريق المشاهدة فقد يميلون الى المهن التي يستعملون فيها معالجة المعلومات المرئية مثل معالجة المعلومات او الفن او المعمار او تصنيف القطع المصنعة، اضافة الى ذلك فان الذين يتعلمون بالسماع قد يميلون الى المهن التي تتطلب التعامل مع المعلومات المسموعة مثل البائعين والقضاة والموسيقيين والمشغلين والنادلين او النادلات.

واستنادا على خبرتي وخبرات زملائي يبدو ان الافراد التوحديين يميلون اكثر للاعتماد على اسلوب واحد للتعلم، وبملاحظة الشخص قد يستطع المرء تحديد اسلوب تعلمه الاول، فمثلا :
o اذا كان الطفل التوحدي يستمتع بالنظر الى الكتب - صور الكتب مثلا - ومشاهدة التلفزيون - بصوت او بدون صوت- ويميل الى امعان النظر في الناس والاشياء فانه قد يكون متعلما بالمشاهدة.
o واذا كان الطفل التوحدي يتكلم بصورة زائدة ويستمتع بكلام الناس معه ويفضل الاستماع الى الراديو او الموسيقى فقد يكون متعلما بالسماع
o اما اذا كان الطفل التوحدي باستمرار يأخذ الاشياء ويفرزها جانبا ويفتح ويغلق كل الادراج ويضغط على الازرار فقد يتضح من ذلك انه نشط او يتعلم بالممارسة اليدوية.
o بمجرد تحديد طريقة تعلم الشخص فان الاعتماد بعد ذلك على هذه الوسيلة للتعليم يمكن ان تزيد امكانية تعلمه بشكل كبير جدا ، واذا كان الشخص غير متأكد من اي طريقة من الطرق يتعلم بها الطفل او يعلم مجموعة بطرق تعليم مختلفة فان افضل طرق التعليم يمكن ان يكون استعمال الاساليب الثلاثة معا ، فمثلا عند تدريس معنى كلمة (جلي) يمكن للواحد ان يعرض عبوة وقارورة جلي (تعليم بصري), ويصف خصائصه مثل لونه وتركيبه واستعماله (تعليم سمعي)، وبعد ذلك يدع الشخص بلمسه ويتذوقه - تعليم حركي
o احدى المشكلات الشائعة لدى الاطفال التوحديين هي الجري (الركض) داخل حجرة الدراسة وعدم الاصغاء للمعلم، فهذا الطفل قد لا يتعلم بالسماع ولهذا فانه لا يصغي لكلام المعلم، فاذا كان الطفل حركي التعليم يمكن للأستاذ ان يضع يديه على كتفي هذا الطفل ويوجهه الى كرسيه، او يأخذه لمركز دراسة التوحد، ويريه كرسيه او يسلمه صورة كرسي ويومئ له بالجلوس.
وان تدريس طريقة تعليم الطالب قد تترك اثرا على امكانية او عدم امكانية اصغائه للمعلومات المقدمة ومعالجتها، وهذا بدوره يمكن ان يؤثر على اداء الطفل في المدرسة اضافة الى سلوكه، لذى من المهم ان يحدد المعلمون طريقة التعليم فور دخول الطفل التوحدي الى المدرسة وان يكيفوا طرق تدريسهم حسب قدرات الطالب، وهذا سيضمن الفرصة الاكبر للطفل التوحدي للنجاح في المدرسة

تابع القراءه »