مسميات المعاقين بين الإيجابيات والسلبيات

ميزون تبوك

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (children with special needs):-
هم الأطفال الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا في أدائهم عن المتوسط العام للأفراد العاديين في نموهم العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتماما خاصا لهم من حيث طرائق تشخيصهم والخدمات وبرامج التدريس الملائمة لهم.
كانوا فيما مضى يسمون بالمقعدين ثم أطلقوا عليهم لفظ ذوي العاهات ثم مسمى العاجزين، وهناك تسميات السلبية أخرى مثل المشلولون ، المجانين ، الأغبياء ، والمتخلفون عقلياً وغيرها تترك أثراً سلبياً يلصق بالطفل حتى يكبر ووصمة تؤثر على علاقته الاجتماعية تأثيراً بالغاً، ولكن التسميات الإيجابية مثل ذوو الاحتياجات الخاصة أو ذو الصعوبات تعطي انطباعاً وتفاعلاً جيداً لمثل هؤلاء مع المجتمع والإسلام قد حثنا على اختيار الأسماء والكنى الجميلة والجيدة.

في ميدان التربية الخاصة يوجد العديد من مصطلحات التي تشير إلى أطفال ذوي احتياجات خاصة منها:
o العجز((Disability
o الإصابة (Impairment)
o الاعاقة(Handicap)
o الأطفال المعرضون للخطر(At risk children)

التســـميــة والتـــصنيـــف للأطـــفــــال ذوي الاحـــتــيـــاجــــات الخــــاصـــة :-
- التسمية( labeling): إطلاق اسم على مجموعة من الأطفال لديهم مواصفات مشتركة.
-التصنيف(classification): ترتيب الأطفال في المجموعة الواحدة ضمن فئات ذات مواصفات مشتركة.

مزايا التسمية والتصنيف:-
1- تقود إلى أنواع محددة من العلاج أو التدخل التربوي.
2- قد تقود إلى شكل من أشكال الحماية للطفل, فالسلوك غير العادي سيكون أكثر قبولا إذا أصدره طفل غير عادي مما لو أصدره طفل عادي.
3- تساعد في التواصل بين المختصين في تصنيف وقياس النتائج البحثية.
4- تساعد في الحصول على التمويل لبرامج التربية الخاصة.
5- تجعل الحالات الخاصة للأفراد غير العاجيين أكثر وضوحا بالنسبة لعامة الناس.
6- تساعد على إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بكل فئات التربية الخاصة.
7- تساعد على إعداد الكوادر المؤهلة لكل فئة.

عيوب التسمية والتصنيف:-
1- تدفع الآخرين للنظر إلى الفرد من زاوية الضعف لا من زاوية القوة لديه.
2- قد تسبب انخفاض توقعات الآخرين من الطفل ذو الحاجة الخاصة.
3- قد تؤدي التسمية الى ضعف مفهوم الذات لدى الطفل غير عادي.
4- قد تؤدي التسمية الى رفض الأقران للطفل غير عادي.
5- التسميات التي انبثقت عن التربية الخاصة فيها شي من الديمومة ، بمعنى انه من الصعب ازالة التسمية في وقت لاحق.
6- تعمل على تشويش المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالرأي العام.

المعاق من منظر إسلامي:-
يتوجه الإسلام إلى خير علاج وأصلحه لنفس المعاق ليجتث منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى والثقة والسعادة حيث يرشده إلى أن ما يعانيه من شدة العاهة لا ينقص من كرامته كما لا يحط من قيمته في الحياة ، لأن العاهة الحقيقية هي تلك التي تصيب الدين والخلق للمسلم وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبتر الكرامة والأخلاق و تشوه الدين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضى بسلامة ذي العاهة الجسدية من الإصابة بعاهة النفس على النحو الذي ذكر في قوله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.

المراجع:
القمش ، مصطفى ؛ المعايطة ، خليل، (2009). سيكولجية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مقدمة في التريية الخاصة. عمان: دار المسيرة.

1 التعليقات:

مسميات المعاقين بين الإيجابيات والسلبيات

مسميات المعاقين بين الإيجابيات والسلبيات

ميزون تبوك

الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة (children with special needs):-
هم الأطفال الذين ينحرفون انحرافا ملحوظا في أدائهم عن المتوسط العام للأفراد العاديين في نموهم العقلي والحسي والانفعالي والحركي واللغوي، مما يستدعي اهتماما خاصا لهم من حيث طرائق تشخيصهم والخدمات وبرامج التدريس الملائمة لهم.
كانوا فيما مضى يسمون بالمقعدين ثم أطلقوا عليهم لفظ ذوي العاهات ثم مسمى العاجزين، وهناك تسميات السلبية أخرى مثل المشلولون ، المجانين ، الأغبياء ، والمتخلفون عقلياً وغيرها تترك أثراً سلبياً يلصق بالطفل حتى يكبر ووصمة تؤثر على علاقته الاجتماعية تأثيراً بالغاً، ولكن التسميات الإيجابية مثل ذوو الاحتياجات الخاصة أو ذو الصعوبات تعطي انطباعاً وتفاعلاً جيداً لمثل هؤلاء مع المجتمع والإسلام قد حثنا على اختيار الأسماء والكنى الجميلة والجيدة.

في ميدان التربية الخاصة يوجد العديد من مصطلحات التي تشير إلى أطفال ذوي احتياجات خاصة منها:
o العجز((Disability
o الإصابة (Impairment)
o الاعاقة(Handicap)
o الأطفال المعرضون للخطر(At risk children)

التســـميــة والتـــصنيـــف للأطـــفــــال ذوي الاحـــتــيـــاجــــات الخــــاصـــة :-
- التسمية( labeling): إطلاق اسم على مجموعة من الأطفال لديهم مواصفات مشتركة.
-التصنيف(classification): ترتيب الأطفال في المجموعة الواحدة ضمن فئات ذات مواصفات مشتركة.

مزايا التسمية والتصنيف:-
1- تقود إلى أنواع محددة من العلاج أو التدخل التربوي.
2- قد تقود إلى شكل من أشكال الحماية للطفل, فالسلوك غير العادي سيكون أكثر قبولا إذا أصدره طفل غير عادي مما لو أصدره طفل عادي.
3- تساعد في التواصل بين المختصين في تصنيف وقياس النتائج البحثية.
4- تساعد في الحصول على التمويل لبرامج التربية الخاصة.
5- تجعل الحالات الخاصة للأفراد غير العاجيين أكثر وضوحا بالنسبة لعامة الناس.
6- تساعد على إصدار القوانين والتشريعات الخاصة بكل فئات التربية الخاصة.
7- تساعد على إعداد الكوادر المؤهلة لكل فئة.

عيوب التسمية والتصنيف:-
1- تدفع الآخرين للنظر إلى الفرد من زاوية الضعف لا من زاوية القوة لديه.
2- قد تسبب انخفاض توقعات الآخرين من الطفل ذو الحاجة الخاصة.
3- قد تؤدي التسمية الى ضعف مفهوم الذات لدى الطفل غير عادي.
4- قد تؤدي التسمية الى رفض الأقران للطفل غير عادي.
5- التسميات التي انبثقت عن التربية الخاصة فيها شي من الديمومة ، بمعنى انه من الصعب ازالة التسمية في وقت لاحق.
6- تعمل على تشويش المفاهيم والمصطلحات المرتبطة بالرأي العام.

المعاق من منظر إسلامي:-
يتوجه الإسلام إلى خير علاج وأصلحه لنفس المعاق ليجتث منه القلق والشعور بالنقص ويحل مكانه الرضى والثقة والسعادة حيث يرشده إلى أن ما يعانيه من شدة العاهة لا ينقص من كرامته كما لا يحط من قيمته في الحياة ، لأن العاهة الحقيقية هي تلك التي تصيب الدين والخلق للمسلم وبمعادلة بسيطة يقارن الإنسان بين فقد البصر مثلاً وفقد الشرف ويقارن بين بتر اليد أو الرجل وبتر الكرامة والأخلاق و تشوه الدين والضمير، إن تلك المقارنة لتحمل على الحمد والرضى بسلامة ذي العاهة الجسدية من الإصابة بعاهة النفس على النحو الذي ذكر في قوله تعالى : { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }.

المراجع:
القمش ، مصطفى ؛ المعايطة ، خليل، (2009). سيكولجية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مقدمة في التريية الخاصة. عمان: دار المسيرة.

0 التعليقات:

كيف نغير نظرتنا لذوي الاعاقه ؟!

مقدمه :
تشير التقديرات العالمية الى تزايد الافراد ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم .حيث بلغ عددهم حتى نهاية عام2006 الى (,600) مليون اي ان نسبتهم تشكل 10% من سكان العالم. لذلك يجيب علينا ان نأخذهم بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات التنمية, والا بقي المجتمع دون تحقيق التنمية حقيقه .وقبل اشراكهم في عملية التنمية لابد من تغير نظرتنا تجاههم وقبولهم حتى يستطيعوا الاندماج في المجتمع .

تغير نظرة المجتمع لذوي الاعاقة مع مرور الزمن :
عانى ذوو الاحتياجات الخاصه منذ اقدم العصور من الاساءه والاهمال والاستهزاء, فقد قال افلاطون ان ذوو الاحتياجات الخاصه يعتبروا ضررا على دولته المثاليه .ولم يسمح لهم بالتعلم او الزواج . الا ان هذه النظره تغيرت مع تطور العلم والعصر كما ان هذا التطور شمل الدول الناميه والاقل تقدما الا انه ما زال طفيفا وبوجه عام عام اصبحت النظره اكثر انسانيه عما كانت عليع في السابق واكثر استنادا على العلم والقوانين بعد ان شهد التاريخ البشري بالخرافات واساءة معاملة الافراد ذوي الاعاقات .وعلى وجهه التحديد شهدت العقود الخمس الماضيه
بذل جهود الصعيد الدولي لتحسين نوعية حياتهم واصبح العالم يتحدث عن مجتمع للجميع ومدارس للجميع .واصبح لهؤلاء الاشخاص حقوق نعترف بها المجتمعات المعاصره من اهم هذه الحقوق :الحق في ان يعامل كإنسان , والحق فيالانتباه الى ,والحق في النمو والتطور ,والحق في التعليم المناسب , والحق في الرعاية الصحيه.,والحق في الحماية من التمييز ,والحق في الترويح عن النفس.

كيف نغير نظرة المجتمع لذوي الاعاقات ؟!
من خلال توعية افراد المجتمع بمحموعه من المهارات والمعلومات والخبرات التي يتم اكتسابها لافراد المجتمع بشكل عام ولذوي العلاقه بمجال الاعاقات بشكل خاص:
*كالاباء والاهل
* الاخوه
* الاصدقاء
* والمعلمين
*والجيران
بهدف تبصيرهم بفئات ذوي الاحتياجات التربويه الخاصه وخصائصهم والاثار الناتجه عن الاعاقه على المعاقين واحتياجاتهم التربويه الخاصه والتعرف على اسبابها وطرق مواجهتها واساليب الكشف المبكر وذلك كله يتم من خلال والندوات والمحاضرات والمناقشات الاهليه وغير الحكوميه ووسائل الاعلام كالصحافه والراديو والتلفزيون والفضائيات المختل

فئات المجتمع الواجب توعيتعا :
اولا: يجب ان تشمل التوعية الفئات التي لها علاقة بالمعاقين لان عليهم القيام بأدوار حيويه وفعالة في حياتهم .وتعد الاسر والمدرسه اكثر الفئات المستهدفه وذلك لطبيعة العلاقه التي تربط بين هؤلاء جميعا والمعاقين .
ثانيا: وبعد الانتهاء من توعيه الدائرة القريبه من الفرد المعاق.
- تبدأ عملية توعية ما حولهم ( الاقارب والحيران ..الخ ) . فالفرد المعاق عضو في المجتمع يتأثر بمن حوله ويؤثر فيهم.وعندما ينظر اليه كعضو يتأثر بمجتمعه ,ويتفاعل معه فأن ذلك يقودنا الى حقيقه هامه لا يمكن اغفاله ,وهي ان اهم ما يؤثر في هذا الفرد المعاق وهي تلك الاحكام التقديريه التي يحكم بها افراد مجتمعه عليه , والتي اصطلح في مجال علم النفس الاجتماعي تسميتها بالاتجاهات .

- فمما لاشك فيه ان الفرد المعاق يواجه عوائق للاندماج بيئيه تحد من نشاطاته وتقدمه ,كما يواجه حواجز اجتماعيه تحول دون تحقيقه لاندماجه قي المجتمع . ومن بين هذه الحواجز ما يحمله افراد المجتمع من اتجاهات سلبيه نحو المعاقين,وما يصنعه المجتمع من قوالب نفسيه وانماط سلوكيه يعضهم فيها على انهم اعضاء مختلفين وغير مكتملين .
فتزداد المشكله ثقلا على اصحابها ويتحول العجز الى اعاقه

فهناك اتجاهين لدى افراد المجتمع نحو المعاقين :
اولا :الاتجاهات السلبيه ويشمل على اتجاه التجنب والابتعاد ,واتجاه السخريه واطلاق المسميات السلبيه ,واتجاه الرفض ,واتجاه الفضول والمراقبه ,واتجاه الدونيه .
ثانيا :الاتجاهات الايجابيه :وهي ما يطلق عليعا تقبل الشخص المعاق على انه شخص له قدرات ومشاعر ورغبات وامال ويسمح له بكل تجارب الحياه و خبراتها ويتوقع منه انجاز كل ما تمكنه قدراته للقيام بها .و يجب ان يتكاتف المجتمع لتقديم وسائل المساعده لكي يمكنه من التغلب على نواحي القصور والعجز وهذا واجب لمساعدته لتخطي الشعور بالنقص والاحباطات التي تضره ومن ثم يساهم ويشارك في بناء مجالات التنميه من مواقفه الاجتماعيه ومكانته الذاتيه ومركزه الذي يمكنه ان يصل اليه بقدراته .

ولقد بدأ المجتمع في تغيير نظرته نحو ذوى الاحتياجات الخاصه في ظل اعتبارات اساسيه هي :
1- ضرورة إعادة النظر في قضية الاعاقه من جديد وذلك بتناولها من زاوية الدفاع الاجتماعي في مواجهة الاعاقة.
2- ضرورة تبني وصياغة اكثر الاستراتيجيات مرونة وقدرة على مواجهة الاثار الاجتماعية المتوقعه نتيجة التطور في حجم المشكله .
3- يجب ان تعمل التربيه على تعليم و تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصه تأهيلا وتربويا يساعدهم على الانضمام لسوق العماله حتى لا يكونوا فئة من العاطلين .
4- من منطلق انساني واجتماعي وديني واقتصادي .
5- ما وصلنا اليه من ذلك التقدم الهائل في المفاهيم وفي اساليب التفكير .
6- اهتدى العالم مؤخرا الى الاعاقه ماهي الا طاقة كامنه تبحث عن مثيرات لتشبع حاجاتها وتؤهلها الى التنمية البشريه الى اقصى حد ممكن .
7- تبني المجتمع الدولي قضايا ذوي الاحتياجات الخاصه وتاهيلهم واصبح هذا التأهيل سمة تقدم اي مجتمع .

وخلاصة القول ان العمل على تغيير اتجاهات المجتمع نحو المعاق هي مسؤلية المجتمع بشكل عام و مسؤلية الخبراء والاختصاصين بشكل خاص , و وسائل الثقافه العامة والعائلية في مجال التربيه الخاصه المعاصره لمحاربة الاتجاهات السلبيه وتدعيم الاتجاهات الايجابيه في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصه

المراجع:
1- يوسف ,سليمان عبدالواحد .سيكولوجية الإعاقة العقلية .المنصورة :المكتبة العصريه 2010.
2- الماريه ,ايمن احمد واخرون . الذاكره و ما وراء الذاكره لدى المتخلفين عقليا الاسكندريه :دار الوفاء:2010 .

1 التعليقات:

التربية الجنسية للمعاق عقلياً


التربية الجنسية ما هي؟
يعرف عبد العزيزالقوصي التربية الجنسية بأنها:ذلك النوع من التربية التي تمد الفرد بالمعلومات العلمية والخبرات الصالحة, والاتجاهات السليمة إزاء المسائل الجنسية بقدر مايسمح به نموه الجسمي والفسيولوجي والعقلي والانفعالي والاجتماعي,مما يؤهله لحسن التوافق في المواقف الجنسية ومواجهة مشكلاته الجنسية في الحاضر والمستقبل مواجهة واقعية تؤدي إلى الصحة النفسية.

هل للمعاق عقلياً حظاً في النمو الجنسي؟ وهل يدرك المشاعر العاطفية والحقائق الجنسية؟

يتصور غالبية الناس أن المعاق عقلياً يتعوق نموه الجنسي تبعاً للقصور في الجانب العقلي الذي يعاني منه, وأنه لا يكاد يدرك المسائل الجنسية والمشاعر العاطفية مطلقاً(الحب-الشفقة-الرحمة-الحنان نحو اسرته وأقرانه والآخرين...) والمتفائل منهم يري أنه قد ينمو لديه المشاعر العاطفية والاتجاهات الجنسية بعد أن يصل لفترة البلوغ ولسن المراهقة ويعيش تغيراتها وتطوراتها الفسيولوجية والجسمية المختلفة.

ومن الحق أن نشير إلى أنه ليس كل مايصدر عن الطفل أو المراهق من سلوكيات ومشاعر يلزم أن تفسر على أنها انعكاس لنزعة غريزية ورغبة جنسية لديهم.فالتفسير المطلق للسلوكيات والمشاعر الاجتماعية والعاطفية التي تصدر عن الفرد باتجاه جنسي غير مسوغة دائماً.

مصارحة الطفل والمراهق المعاق عقلياً بالمسائل الجنسية بين القبول والرفض؟
هل يصح للمربي(الأب-الأم-المدرس والأخصائي العاملين في المراكز التي ترعي الأفراد المعاقين عقلياً) أن يصارح الطفل أو المراهق المعاق عقلياً في المسائل الجنسية؟ ويعرفه بكل ما سيطرأ عليه من بدايات المراهقة وظاهرات البلوغ وما تستوجبه من تدريب وتهيئة؟ وهل له أن يحدثه عن العضو التناسلي ووظيفته؟ وعن الحمل والولادة؟ وعن العادة السرية؟ وعن الزواج والإنجاب؟ وهل له أن يجيب على تساؤلاته الجنسية؟ وهل هو بحاجة لهذه المعلومات والمهارات....؟

والذي يبدو من الأدلة الشرعية والمعايير الأخلاقية والحقائق الصحية أن على المربي أن يزود ولده بالمعلومات والخبرات المتصلة بالقضايا والمسائل الجنسية المرتبطة بالغريزة التي أودعها الله فيه بحدود إمكاناته وقدراته العقلية والمعرفية بل أنها قد تصل لدرجة الوجوب إذا ما ترتب عليها أحكام شرعيه ومطالب صحية وضوابط أخلاقية وقائية.

التربية الجنسية .....لماذا؟
تأتي أهمية التربية الجنسية للمعاقين عقلياً بالذات والتي تهدف إلى إعطائهم المعلومات الصحيحة وتنمية الأفكار الطيبة والاتجاهات الإيجابية لديهم نحو أهداف وغايات الجنس وفي تحريرهم من الخبرات والسلوكيات الجنسية الغير المقبولة.

المسوغات ترتكز عليها الدعوة لتقديم برنامج التربية الجنسية للأطفال والمراهقين المعاقين عقلياً؟
\1التربية الجنسية كسائر أنواع العلوم والمعارف التي تقدم تستحق العناية مثلها مثل تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية ومهارات الحياة اليومية.
3\السعي لتكوين ضمير حي لدى الطفل والمراهق يرتبط بالجانبين الروحي والأخلاقي ليدرك الاتجاه الصحيح.
\4إن الغريزة الجنسية قوة يجب أن لا نتجاهلها أو نتعامل معها باستخفاف.
5\الخوف من أن تكون لدى الطفل والمراهق معلومات مشوهة وأفكار خاطئة تحتاج إلى تعديل وتوجيه.
6\إن المعاق عقلياً بحاجة مستمرة ودائمة للتزود من البرامج التربية الجنسية والأخلاقية والاجتماعية والحياتية.

أهداف التربية الجنسية؟
1\تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة اللازمة عن ماهية النشاط الجنسي.
2\ تعليمه وتدريبه على الألفاظ العلمية المتصلة بأعضاء التناسل والسلوك الجنسي.
3\إكسابه التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية الخاصة بالسلوك الجنسي.
4\تشجيعه على تنمية الضوابط الإرادية لدوافعه ورغباته الغريزية وشعوره بالمسؤليه الفردية والاجتماعية .
5\ تصحيح ماقد يكون لديه من معلومات وأفكار واتجاهات خاطئة ومشوهة نحو بعض أنماط السلوك الجنسي الشائع.

التربية الجنسية متى تبدأ؟
تعددت وجهات النظر حول أهمية وضرورة تقديم برامج الجنسية للأطفال والمراهقين عقلياً فهناك اتجاه يرى أن التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ضرورة ومطلب ملح وحق من حقوق هؤلاء الأفراد علينا كأولياء عليهم لأنها تلبي لهم حاجاتهم النفسية والتربوية والدينية والجسمية. وبينما هناك طرف لا يؤيد البرامج التربية الجنسية لأسباب وحجة أن التذكير بالشيء يدفع بالمتعلم إلى التعاطي معه وتجربته . وعلى هذا التباين في وجهات النظر بين الفرقين مهما كانت شدته يجب أن يقف عند حدود معينه. فأظن أنه بالإمكان إيجاد أرضية صلب’ للاتفاق وقاسماً مشترك بين أعضاء الفريق.

التربية الجنسية.....مسؤولية من ؟
اختلفت الآراء وتباينت وجهات النظر فيمن تناط به مسؤولية تقديم برنامج التربية الجنسية؟هل هيه الأسرة ؟ أم هي مسؤولية جهات أخرى كالأطباء وأئمة المساجد ووسائل الأعلام المختلفة ومؤسسات التربية الخاصة. أهم هيه مهمة المؤسسة أو المركز الذي ينتمي إليه الطفل والمراهق بحكم التأهيل المهني للقائمين عليه؟
والاتجاه الأقوى هو الذي تجتمع في المسؤولية بين جميع هذه الأطراف ويرى أن هذه المهمة مسؤولية مشترمة فيما بينهم كل في موقعه وبحدود إمكانياته وما تتيحه له ظروفه.

الكفايات الشخصية والمهنية للشخص الذي يقدم برامج التربية الجنسية للأفراد المعاقين عقلياً؟
أ‌. أن يكون قدوة يحتذ ى أدباً وأخلاقاً.
ب‌. التحلي بالصبر والحنكة والحكمة .
ت‌. سلامة المعتقد.
ث‌. الإلما بخصائص النمو لكل مرحلة من مراحل الحياة .
ج‌. الإلما بالمعلومات والحقائق المرتبطة بالحمل والولادة.
ح‌. القدرة على استيعاب المواقف والسيطرة عليها .
خ‌. القدرة على تبسيط المعلومات والألفاظ العلمية.

مهارات برنامج التربية الجنسية (الأهداف التعليمية والتدريبية)
أ‌. ألا يخلع ملابسه أو بضها أمام الآخرين وأن يتعود على ألا يخلعها.
ب‌. ألا يحاول خلع ملابس أو لمس الأعضاء التناسلية لأقرانه.
ت‌. أن يعرف أسماء أعضاء الجهاز التناسلي والجنسي له.
ث‌. أن يعرف الفرق بين الجنسين والذكر والأنثى.
ج‌. ألا تصدر عنه كلمات أو عبارات جنسية وأن يدرك خطأها.
ح‌. أن يدرك خصوصية دورة المياه له وللآخرين.
خ‌. ألا يشارك النوم غيره وخاصة الجنس الآخر.

موصفات برنامج التربية الجنسية؟
أ‌. استخدام اللغة المناسبة التي يفهمها الطفل أو المراهق .
ب‌. تبسيط المعلومات وتقريبها إلى ذهنه بما يتوافق مع قدراته.
ت‌. التكرار والتدرج في تقديم البرنامج التدريبي.
ث‌. أن تكون المعلومه أو المهارة ملبية لحاجة الطفل أو المراهق.
ج‌. تقبل السؤال من الطفل أو المراهق أياً كان.

جوانب تراعى عند تقديم برامج التربية الجنسية للأفراد المعاقين عقلياً؟
أ‌. مستوى القدرة العقلية وشدة حدة الإعاقة.
ب‌. الجنس أو النوع.
ت‌. مرحلة النمو التي وصل إليها .
ث‌. المستوى التحصيلي والمعرفي الذي وصل إليه الفرد.
ج‌. مقدار الحصيلة اللغوية .
ح‌. مستوى النضج الانفعالي والاجتماعي.
خ‌. نوعية البيئة التي يعيش فيها.
د‌. أن تتوزع المسؤولية بين الوالدين داخل البيت.

الانحرفات والمشكلات الجنسية أساليب الوقاية ؟
هي وسائل احترازية سيجدي بها –بإذن الله تعالى- في دفع الفرد إلى طريق العفة والطهارة ومواطن النقاء ومنها ما يلي:
أ‌. تعليمه آداب الاستئذان.
ب‌. التفريق في المضاجع بين الأولاد .
ت‌. متابعة وتقويم ما يشاهده على شاشة التلفاز وكذلك أجهزة الفيديو والألعاب الإلكترونية.
ث‌. التعرف على صداقاته والكشف عن نوع العلاقات التي ترتبط بينه وبينهم.
ج‌. كون علاقة ود وثقة بابنك
ح‌. التعامل معه باحترام والاستماع لحديثة وآرائه الشخصية.
خ‌. ألا تظهر الأم أو الأخت زينتها عند الأطفال.
د‌. تعليمه آداب النظر حتى يدرك ما يحل له وما يحرم عليه.

مرحلة البلوغ الجنسي (المراهقة)
يعني البلوغ الجنسي اكتمال نمو الأعضاء والوظائف الجنسية هو المظهر الأميز والأكثر وضوحاً في تحديد بداية مرحلة المراهقة. بعض مظاهر النمو الجنسي ما يلي:
أ‌. تغيرات جسمية : مثل زيادة الوزن الجسم ــــنمو الثديين ــنمو شعر العانة ـــ تغير وتضخم نغمة الصوت.
ب‌. تغيرات فسيولوجية أي تبديلات في وظائف الأعضاء)
ت‌. تغيرات نفسية واجتماعية أي تلك الأحاسيس والمشاعر والاتجاهات التي تتضمن أنواع السلوكيات التي تصدر عن الفتاة أو الفتى تجاه ما حدث ويحدث لهم من تغيرات)

مظاهر مرحلة البلوغ الجنسي:
أ‌. الحيض: هي عملي فسيولوجية تمر بها جميع النساء تقريباً والفتاة المعاقة عقلياً تمر بهذه المرحلة مثلها مثل أي فتاة عادية أخرى.

كيف يتصرف الولدان ومسؤولات المركز تجاه بلوغ الفتاة مرحلة الحيض؟
عن طريق عدة أمور
أ‌. الاستعداد الأولي
ب‌. تقديم المعلومات عن الدورة الشهرية ومظاهرها وأحولها للبنت قبل آوان حدوثها.
ت‌. التحدث مع البنت عن الانفعالات والأحاسيس.
ث‌. التحدث عن بلوغ الفتاة وقابليتها للحمل والإنجاب.
ب‌. الاحتلام للفتى:هو عملية فسيولوجية تحدث للفتى عندما يناهز سن البلوغ ويصل لمرحلة المراهقة المبكرة تتم لتفريغ شحنات مخزنة مصحوبة في معظم الحالات بانتباه كامل وإحساس .

أسئلة الأطفال والمراهقين المعاقين عقلياً الجنسية؟
يحرج الكثير من الآباء والأمهات تجاة الأسئلة والاستفسارات التي يوجهها أولادهم إليهم. وقد يلح الطفل أو المراهق في السؤال ويمتنع الوالدان عن الإجابة ويظنان خطأ أن مصدر أسئلته يرجع إلى شذوذ يعاني منه وهو أمر مخالف تماماً للمواقع. وكل ما في الأمر إنما يعبر عن رغبته في التعرف على كل شيء وأي شيء وتفسير ما يراه ويشاهده في حياته. فكل طفل لديه فضول وحب للاستطلاع كأحد الحاجات النفسية لهم.وقد يسعى بعض الآباء والأمهات بحسن نية لتوجيه وصرف اهتمام أبنائهم إلى موضوعات أخرى حين يسألونهم ويرون أنهم حينها أنهم قد نجحوا في حليتهم. والقاعدة الأساسية في الإجابة على الأسئلة أن تكون مباشرة وصادقة وصحيحة مبسطة قصيرة مع استلهام التعاليم الدينية الحنيفة وبذلك تسد على الطفل والمراهق الطريق لأن يمضي في أسئلة أخرى.(هناك مجموعه من الأسئلة اخترت هذا السؤال لأنني أعتقد أنه سؤال ملح للكثريين)

من أين جئت يا أمي؟
تكون الإجابة على حسب العمر الطفل إذا كان عمرة دون السن الثامنة تكون الإجابة إن الطفل ينمو داخل بطن أمه ثم يخرج منها ليكبر مثلك .أما إذا كان عمرة أكبر من السن الثامنة يحتاج إلى تفصيلات أكثر ويمكن الإستعانه بعملية التمثيل بمخلوقات يراها ويعرفها مثل الطيور والحيوانات الأليفة له:إن الطفل يخرج من بطن أمه مثل خروج البيضة من الدجاجة.









كيف أحمي ابني من الإيذاء الجنسي؟؟
أولاً الأسباب التي قد تؤدي لوقوع الإيذاء الجنسي على المعاقين عقلياً:
أ‌. قدراتهم العقلية منخفضة مما يجعل البعض منهم لا يدرك حقيقة ما يقوم به أو يمارس ضده من سلوكيات.
ب‌. قابليتهم للإغراء المادي عالية وبالتالي يمكن مقابل عائد مادي بسيط أو بعضاً من الحلوى وقوع الأذى عليهم .
ت‌. سهولة رضوخهم للتهديد والوعيد من قبل من يستغلهم جنسياً ليحافظوا على سرية ما يتعرضون له من استغلال وإيذاء.
ث‌. تحت مشاعر الخجل قد يخفى ما يتعرض له من استغلال جنسي.

ثانياً علامات ودلائل جسمية ونفسية قد توحي بوجود اعتداء جنسي يقع على الطفل أو المراهق:
أ‌. وجود علاقة غريبة بين الطفل أو المراهق وأحد الخدم أو السائقين (نساء-رجال) في المنزل.
ب‌. رضوخ الطفل أو المراهق لطلبات أحد أفراد الأسرة أو غيرهم مع خوفه منه.
ت‌. غياب الطفل أو المراهق لفترات طويلة عن المنزل دون سبب مقنع.
ث‌. انعزال الأطفال أو المراهقين مع بعضهم البعض وقتاً طويلاً.
ج‌. أن يكون لديه معرفة ببعض المسائل الجنسية غير المناسبة لعمره وظروفه وقدراته.
ح‌. ظهور سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمره.
خ‌. محاولة الطفل أو المراهق ممارسة العملية الجنسية أو مقدماتها مع أحد الأطفال.
د‌. أن يتوفر في يد الطفل أو المراهق مال أو هدايا أو حلوى بشكل دائم غير معروفة المصدر.

ثالثاً وسائل الحماية:
أ‌. العلاقات الأسرية القوية التي تربط أفراد الأسرة فيما بينهم والحب والحنان والتقبل داخل الأسرة.
ب‌. علم طفلك كيف يتصرف تجاه الغرباءــ ولا نقصد أن يشعر الطفل بعدم الثقة والأمان من المحيطين به ....ولكننا نقصد أنه من المهم أن يعرف كيف يتصرف في حال وقوع أمور وتصرفات مريبة من بعض الناس.
ت‌. ألا يندمج مع الغرباء ويثق فيهم ثقة مطلقة.
ث‌. أن يتعرف ويتدرب على مبادئ الأمان فيما لو تعرض له أحد
ج‌. أن يدرك الطفل أنه قد يتعرض للإيذاء الجنسي حتى من القربيبن منه.
ح‌. علمه بأن جسده ملك له لا يجوز لأحد أن يلمسه فيما عدا والديه أو طبيبه المعالج.

الانحرافات والمشكلات الجنسية... برامج العلاج وفنيات تعديل السلوك؟
لا يمكن مثلاً أن نتقدم لهم من البرامج ما تعارفنا عليه على أن نقد معه لأقرانهم الآخرين كأن نقترح لهم نشاطات معينه نشغل بها وقتهم (التعليم الذاتي ـــ الصيام ـــ القراءة ـــ الكتابة ــ ممارسة أي من الهوايات النافعة....) فقدرات هؤلاء الأفراد المعاقين عقلياً تحول بالعادة دون أن تتضمن الخطة الوقائية أو العلاجية مثل هذه النشاطات المفيدة والمشوقة لذلك فإننا نميل لأن نستخدم معهم بدائل أخرى أكثر بساطة وواقعية وإمكانية للتحوير:

أ‌. الاستعانة بالله والدعاء لصلاح الأبناء.
ب‌. ترو ولا تثر وتعامل معه ومع مشكلته برفق وأناة املك زمام نفسك وزمام الموقف.
ت‌. عندما يرتكب الطفل أو المراهق سلوكاً غير مقبول يجب مصارحته بسلوكه الخاطئ.
ث‌. صرف انتباهه إلى نشاط آخر بسيط مثل (ممارسة الرياضة أو الألعاب الخفيفة أو المساعدة في الأعمال المنزلية).
ج‌. إعطاؤه الثقة بنفسه وبقدراته وباستقامته وباتباعه للتوجيهات التي تقدم له.
ح‌. عدم اللجوؤ لأساليب العقاب البدني أو الشتم والتهديد لأنها قد تدفع بالطفل المراهق ليزداد في ممارسة السلوك.
خ‌. تعزيز وتشجيع السلوكيات المقبولة والمرغوب فيها.
د‌. التعرف على البيئة التي يعيش فيها الطفل أو المراهق.
ذ‌. ربط التوجيهات بالأمثلة والقرائن.
ر‌. التنسيق والتعاون بين الأسر و المسؤولين في المراكز التي ينتمي إليها الطفل.
ز‌. لتذكر أن بعض السلوكيات الجنسية إنما يمارسها الطفل ليس بدافع أو رغبة جنسية وإنما هو لعب وسلوك بريء طبيعي لمن هم في عمره مثل لمس الأعضاء التناسلية.

1 التعليقات:

التوحد .. والتدخل المبكر ------ الواقع والمأمول

لفهرس:
أولاً: التدخل المبكر .. الواقع للسياسات المعاصرة
o تعريف التدخل المبكر
o مراحل الطفولة والتدخل المبكر
o فئات الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة وخدمات التدخل المبكر
o برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة
o افضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر
o الرعاية التربوية والتعليمية . لأطفال التوحد[ الواقع-كالمأمول]
ثانياً: التوحد .. والتدخل المبكر ---الواقع والمأمول
o الأسرة : الفاعلية والأدوار مع أطفال التوحد عند التدخل المبكر
o البرامج العلاجية المساندة للتدخل المبكر في علاج اضطراب التوحد
o المأمول في سياسات التدخل المبكر مع أطفال التوحد

أولاً: التدخل المبكر .. الواقع للسياسات المعاصرة
تمهيد :
في خلال العقدين الآخرين ، تم التوسع في خدمات وبرامج التدخل العلاجي المبكر للأطفال دون السادسة من العمر، ونتج عن ذلك (1):
o تزايد الوعي بأهمية الخبرات المبكرة في المراحل الأولى من العمر في نمو وارتقاء الإنسان ، وتضاعف هذه الأهمية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة .
o التحول الذي تم في الرعاية الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث أصبح من الضروري حصولهم على الخدمات الخاصة في البيئات الأساسية التي يستخدمها الأطفال العاديون ، مثل بيئة الأسرة ودور الحضانة والمدارس التمهيدية .
o الاعتراف المتزايد بأن الأطفال الرضع وأطفال الحضانة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية مع من هم في مثل أعمارهم الزمنية ، وبهدف تنمية وتطوير قدراتهم واستعداداتهم .
ومن حيث التدخل المبكر والخدمات العلاجية وغيرها لأطفال ذوي الحاجات الخاصة فإنه يقوم على أساس أن الأهداف العامة للتربية الخاصة Special Education من سن الميلاد إلى سن الالتحاق بالمدرسة الابتدائية ، يقوم على أساس تدعيم نماء الأطفال الصغار عن طريق التدخل في الوقت المناسب ، قبل أن يؤدي العوق في ظروف الخطر النمائي At - Risk Development ، إلى تغيير أو إعاقة النمو ، وتعثر الاستفادة باستعداداتهم وقدراتهم في المستقبل . بل أن الهدف أيضاً منع أو الوقاية من ظهور العوق الثانوي .
ومن حيث الأسرة التي لديها أبناء من ذوي الحاجات الخاصة ، فإن الهدف تدعيم الأسرة لكي تقدم أفضل رعاية للأبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، أو من هم في نطر بيولوجي أو بيئي بسبب العجز والإصابة .
ومن حيث المجتمع ومؤسساته الخاصة بالرعاية ، فإن الجهود الفردية والجماعية عليها تحمل المسئوليات لجعل الخدمات الخاصة ، لهؤلاء الأطفال موضع الجهد الإيجابي الفاعل .

الدلالة اللغوية :
1- التدخل : من حيث الدلالة اللغوية(2) ، فإن المصدر دَّخُل ، والدَّخُل خلاف الخرج وتداخل الأمور ، تشابهها والتباسها ودخول بعضها في بعض . والمداخلة دخول الأشياء بعضها في بعض .
2- المبكر : من حيث الدلالة اللغوية ، فإن المصدر بكر(3) . وابتكر بمعنى إدراك الشيء من أوله ، وهو من الباكورة ، وأول كل شيء . وكل من أسرع إلى شيء ، فقد بكر إليه . والباكور من كل شيء ، هو المُبكرَّ أي السريع الإدراك .

تعريف التدخل المبكر :
ومن الناحية الإجرائية يُعرف التدخل المبكر Early Intervention ، على أنه يتمثل في إجراءات منظمة ، تهدف إلى تشجيع أقصى نمو ممكن للأطفال دون عمر السادسة من ذوي الحاجات الخاصة ، وتدعيم الكفاية الوظيفية competences Functional لهم ولأسرهم لذلك فإن الهدف النهائي للتدخل المبكر ، يعتمد على تطبيق سياسات وقائية Prevention Strutegys ، بهدف تقليل نسب حدوث أو درجة شدة مسببات العوق أو العجز . وهذه السياسات قد تكون أولية Primary أو ثانوية secondary.

مراحل الطفولة والتدخل المبكر
تقسم مراحل الطفولة من حيث سياسات التدخل المبكر إلى ثلاث مراحل :
1- المرحلة الأولى : مرحلة الوليد والطفل الحضين وتمتد من الميلاد مباشرة وحتى نهاية السنة الأولى من العمر ، ويطلق على الطفل في هذه المرحلة الطفل الرضيع Infant ، وأن كانت الرضاعة تمتد حتى عامين من العمر .
2- المرحلة الثانية : مرحلة طفل الحضانة Toddler وتمتد من نهاية السنة الأولى من الميلاد حتى بداية الطفولة المبكرة إلى 36 شهراً من حيث الميلاد .
3- المرحلة الثالثة : وهي مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية ( التعليم الأساسي) Preschool Child وتمتد من 3 سنوات إلى 5-6 سنوات ويُسمى الطفل آنئذ طفل ما قبل التعليم الأساسي .

فئات الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة وخدمات التدخل المبكر :
هناك ثلاث فئات من الأطفال ، الذين يمكن تقديم خدمات التدخل المبكر لهم(4) :
1- الأطفال الذين في حالة خطر بيولوجي , ويعود هذا الى وجود خلل في بعض أجزاء المخ نتيجة لعوامل بيلوجية مثل (الجينات ,صعوبات فترة الحمل والولادة,أو الالتهابات الفيروسية ).
2- الأطفال الذين في حالة خطر بيئي, والذي يكمن في تدني الوضع الاقتصادي وأثره على إضعاف بنية الصغار ، وإصابتهم بالأمراض التي تعيق نموهم الطبيعي .
3- وهناك فئة أخرى تضم الأطفال المتأخرين نمائياً(5) , والذي يتضح لديهم تأخر نمائي فعلي في أول سنتين من العمر في مجالين أو أكثر من مجالات النمو .

برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة :
تكاثرت برامج التدخل المبكر في السبعينات ، ومعظمها اهتم بالقصور defect القائم على أن الضعف Infirmity or Impotence يوجد داخل الطفل وأن العوامل البيئية غير المناسبة هي مجرد عوامل مساهمة(6) ، كما افترض أن الضعف هو مسئولية الآباء بالدرجة الأولى، لذلك كانت البرامج تركز على التعليم التعويضي Compensation Education، وإلى إرجاع النجاح لجهود المعلم ، والفشل إلى الخلل في الأسرة .
ثم حدث تحول تدريجي بين الباحثين في الثمانينات نحو رفض النموذج السابق عندما ظهر علم اجتماع التربية الخاص Social Special Education ، وظهور الاتجاه المعرفي الاجتماعي Social Cognition ، والقائم على أن النمو عبارة عن عملية تفاعلية Transactional Process ، حيث كان ذلك نهاية الفصل التقليدي بين النمو المعرفي والنمو الاجتماعي ، والاهتمام بالسياق المتغير لخبرات الطفل ، وفق ما أشار إليه " ساندوز "(7) Sandows 1990.

افضل الممارسات المطبقة حالياً في التدخل المبكر(8) :
o التدخل المتمركز حول الأسرة وليس الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة .
o الاعتماد على الاتجاه البيئي / الوظيفي في تحديد محتويات المنهج من خلال تحليل خصائص بيئات الطفل ، وفي التدريس من خلال الابتعاد عن الطرق الجامدة والمنظمة بدرجة عالية .
o التكامل Integration أي تقديم الخدمات في البيئات الطبيعية للطفل .
o تدريس الحالة العامة ، أي تدريس الطفل تعميم المهارة أثناء اكتسابها .
o الاعتماد على نموذج الفريق عبر التخصصات .
o التخطيط لعمليات الانتقال والتحول، خاصة الانتقال من خدمات المستشفى إلى خدمات المنزل أو مركز رعاية الطفل، ومن مركز رعاية الطفل أو الأسرة إلى خدمات ما قبل المدرسة ، ومن خدمات ما قبل المدرسة إلى المدرسة .
وتعتبر المدرسة إحدى أهم البيئانات التى تحتضن الأطفال العاديين وغير العاديين، فإلمدرسة مؤسسة اجتماعية وتربوية تكمل دور المؤساسات الأخرى لتربية الأطفال وتقديم الخدمات الأجتماعية لهم والعمل على اكسابهم السلوكيات المناسبة وتعديل السلوكيات غير المناسبة، وخاصة عندما يكون الأطفال من ذوي الأحتياجات الخاصة .
ومن حيث أن الأسرة هي المحور الأساسي لأبنائها سواء كانوا من الأسوياء أو من ذوي الحاجات الخاصة ، وبذلك فإنه يتعين إبراز دور الأسرة كمؤسسة اجتماعية أساسية في رعاية أبنائها الصغار ، وخاصة عندما يكون الأطفال مصابين بالعوق والعجز ، فأننا سنوضح ذلك فيما يلي.
أولا- التعديل السلوكي لأطفال التوحد والعلاقات الاجتماعية :
اكتشف " ليوكانر" Leo Kanner عام 1943م اضطراب التوحد ، وشاركه زميله " ليون ايزبنيرج " Leon Eisenberg ، وقاما بتحديد اضطرابات السلوك الاجتماعي عند الإصابة بالتوحد ، وأهم هذه الاضطرابات والصعوبات :
o الانسحاب من المواقف الاجتماعية والانعزال والتقوقع وصعوبة التعامل مع الآخرين .
o لا يهتم بالآخرين ، بل يتجاهل من حوله ، ويهتم بالجوانب المادية الموجودة حوله .
o يتعامل مع أجزاء جسم من حوله بصورة منفصلة ، فإذا لعب بيد شخص بجانبه فكأن اليد جزء منفصل عن جسد من بجانبه .
o يفتقد القدرة على التواصل البصري Eye - Contact فهو لا يطيل تركيز البصر نحو موضوع معين .
o يفتقد السلوك المقبول وفق المعايير الاجتماعية ، مثل مايحدث في حال الشراب أو الأكل.
o يهتم بالجوانب الخلقية لمن يتعرف عليهم ، ولكن لا يقيم علاقات اجتماعية أو صداقة معهم .
o لا يدرك مشاعر الآخرين ولا يهتم بهم ، ولا يفرق بين الناس والأشياء ، ولا يبذل أي مجهود لتفادي التعثر في الناس إذا كانوا في طريقه ، أو الاهتمام بحاجياتهم .
o ضعف الإحساس العاطفي والعلاقة بالآخرين Emotions and Relationships فالارتباط مع الوالدين له مظاهر غير ثابتة ، والمشاعر والعواطف في المواقف الاجتماعية غريبة وغير متوقعه .
o صعوبة القدرة على إدراك أفكار الآخرين Understanding other People's Thoughts. خاصة وأن لديهم صعوبة في إدراك المفاهيم المجردة . بل يطلق بعض علماء النفس على التوحد مسمى العمى الادراكي ، حيث لا يدرك المصاب بالتوحد - مثلاً - معنى الخداع والتضليل .

ثانياً : صعوبات القدرات اللغوية :
يواجه أطفال التوحد صعوبات في القدرة على التواصل بصور ومستويات متباينة ، وتتمثل في :
1- مرحلة ما قبل التواصل اللفظي Preverbal Communication
الطفل العادي عندما يصل إلى العام الأول ، لديه القدرة على سلوك الانتباه المزدوج Joint -Attention behavior فهو يمكنه أن يؤشر باصبعه تجاه شيء معين بينما طفل التوحد يندر أن يكون سلوكه بهذه الكيفية .
2- التواصل غير اللفظي Non - Verbal Communication
الطفل العادي يتواصل بطريقة غير لفظية حيث يستخدم الإيماءات بمصاحبة الكلام أو التعبير عن انفعاله ، ويصاحب ذلك تواصل بصري بينما طفل التوحد تلميحات الوجه وقسماته لا تتوافق مع نبرات الصوت ، ولا تنسجم الإيماءات مع الكلام.
3- صعوبات الكلام Difficulties in Speech
يصعب على أطفال التوحد تنمية وتطوير القدرة على الكلام . وغالباً ما يعانون من خرس وظيفي ، يصاحب بمشكلات تواصلية عديدة .
والقلة من أطفال التوحد ، ممن يتمكنون من تنمية وتطوير القدرة على الكلام، فإن قدرتهم على الكلام تتصف بالصفات التالية :
o المصاداة Echolalia
وتتمثل في ترديد الكلام المسموع من الصدى ، حيث تتم مباشرة بعد سماع الكلام أو مرور بعض الوقت . والأمر عادي بالنسبة للطفل العادي . ولهذا يجب التأكد ما إذا كانت المصاداة بالنسبة للطفل طبيعية ، إذ أنها تتوقف قبل أو عند بلوغ الطفل 3سنوات فإذا استمرت فإن الطفل يكون مصاباً بالتوحد .
o اللغة المجازية Metaphorical Language
وتمثل عبارات لغوية مجازية خاصة بطفل التوحد . وهي ليست اللغة المجازية في البلاغة . ولكنها لغة يُعبر بها طفل التوحد لشيء معين ، قد لا يفهمه إلا من يحيط به .
o الكلمات الجديدة Neologisms
وهي تسمية أشياء بمسميات خاصة بالطفل التوحدي ، وحيث لا يعرفها إلا المحيطين به .
o الاستخدام العكسي للضمائر Pronoun Reversal
وهي الصعوبة في استخدام الضمائر بشكل صحيح .
o مكونات اللغة Language Systems
يعاني أطفال التوحد من مشكلات وصعوبات في مكونات اللغة ، تتمثل في :
1. الصوتيات Phonetics : وهو تركيز الأصوات وعلاقتها بالقدرة على الكلام ، حيث تكون نبرة الصوت عند طفل التوحد شاذة غريبة ، تتصف بالرتابة ، مما يصعب على الملتقي فهمها واستيعابها .
2. المفردات Vocabulary ( الحصيلة اللغوية ) ، حيث يحدث تأخر في الحصيلة اللغوية عند أطفال التوحد . وقد يعزي ذلك إلى قلة المحصول اللغوي وخاصة عند تأخر الكلام إلى سن خمس سنوات عند أطفال التوحد ، وهو سن بدء الكلام لديهم . هذا وأن كان البعض يتمكن من تكوين حصيلة لغوية جيدة .
3. بناء الجملة الكلامية Syntax وترتيب الكلام . حيث يلاحظ تأخر أطفال التوحد في اكتساب بناء الجملة الكلامية ، وصعوبات استخدام الضمائر والخلط بين المفردات .
4. دلالات الألفاظ Semantics والخاصة بوصف العلاقة بين الكلمات ومدلولاتها ، حيث يعاني أطفال التوحد في صعوبة إدراك مدلول بعض الكلمات المجردة أو الجمل المجازية . فمثلاً الكلمة الواحدة التي لها دلالة على شيئين مثل ورقة فقد تستخدم كورقة الكتاب أو ورقة الشجرة ، يصعب على طفل التوحد فهمها .
5. ملائمة وانسجام اللغة المستخدمة مع المواقف الاجتماعية ، وتوقعات المتلقى . فمثلاً قد يعاني طفل التوحد من صعوبة في فهم ما يقصده المتحدث فيجيب إجابة بعيدة عن المقصود .

ثالثاً : السلوك الاستحواذي المتكرر Repetitive obsessionalehaviour
وهو السلوك الخاص بفقد المرونة وعدم القدرة على التخيل ، وخاصة خلال ممارسة اللعب ، حيث يفقد أطفال التوحد الإبداع والتجديد والتخيل، كما يفتقد أطفال التوحد القدرة على التخطيط ، ويتصف أسلوبهم في حل المشكلات بالجمود ، ويفسر ذلك إلى وجود خلل في الفص الأمامي من المخ وهو المسئول على السلوك الاستحواذي لدى أطفال التوحد .
ويتباين أطفال التوحد في ظهور السلوك الاستحواذي ، فالبعض يظهر السلوك في اللعب ، عندما يصف أشياء بطريقة نمطية متكررة في أنحاء المنزل، بينما آخرون يظهر لديهم أثناء أداء الواجب المدرسي ، كأن يضع نقطة أو علاقة بعد كل كلمة يكتبها، وبصفة عامة فإن المشكلات النفسية الخاصة بالصعوبات النمائية عند الإصابة بالتوحد ، ترجع إلى التلف الذي يلحق بالمخ أو بعض أجزائه ، ويعد ذلك من أهم الموضوعات التي تشغل بال الباحثين في الوقت الحاضر .

الرعاية التربوية والتعليمية لأطفال التوحد[ الواقع- --- كالمأمول] :
ثبت ضعف الافتراض القائم على أن العوق العقلي غير قابل للتعليم ، وأيضاً بالنسبة لأطفال التوحد . ولهذا فإن الرعاية التربوية والتعليمية لأطفال التوحد يتبع فيها ما يأتي (9) :
1- البرامج التربوية :
أفضل برامج التدريس لأطفال التوحد .. هي برامج عالية التنظيم Highly Structured ذلك لأن :
o الصعوبات التي يعاني منها أطفال التوحد في مجال التفاعل الاجتماعي، تحتم على المعلم أن يبادر في التفاعل مع الطفل ، ويزوده بالإرشادات والتوجيهات ، وإلا ينسحب الطفل ، ويتبع السلوك الاستحواذي المتكرر.
o تعتمد هذه البرامج ، على تجزئة النشاط التعليمي إلى خطوات سهلة واضحة ، ذات أهداف محددة . وهو أسلوب له عائده على أطفال التوحد .
o هناك فرصة أمام أطفال التوحد للتنبؤ بمكونات الجدول الدراسي اليومي والأسبوع ، لأن التغييرات المفاجئة لها ردود أفعال غير طيبة .
وبصفة عامة هذه البرامج تتسم بالمرونة والتلقائية ، كما أن أطفال التوحد تتاح لهم المرونة الكافية للتعامل مع مواقف الحياة في المستقبل .

2- اختيار المدرسة المناسبة :
والتي تتفهم طبيعية المشكلات والصعوبات الخاصة بطفل التوحد، وحيث تتوافر في برامجها المرونة التي تتماشى مع حاجات الطفل الفردية الخاصة، وأن يعمل المعلمون على مقابلة حاجات الأطفال الخاصة ، وأن تستخدم مهارات أكاديمية وأساليب متطورة تعتمد على تنمية وتطور التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الطفل التوحدي، ويقتضي ذلك قيام الوالدين بتقصي الحقائق واستشارة جهات الاختصاص للتعرف على جوانب القوة للأساليب التربوية المناسبة التي تقابل حاجات أطفال التوحد .

3- أفضل نسبة لعدد المتعلمين إلى المعلمين ؟
يفضل أن لا يزيد عدد المتعلمين من المصابين بالتوحد عن ثلاثة متعلمين لكل معلم ، حتى يتمكن المعلم من تركيز انتباههم للنشاطات التعليمية والتدريبية .

4- مستوى التحصيل التعليمي :
يتطور لدى أطفال التوحد ، حتى في حال التحاقهم بالمدارس لفترة قصيرة (سنتان مثلاً ) . والذين يحصلون مستوى تحصيلي جيد ، يمكنهم تحقيق نتائج طيبة في حياتهم العملية، وأطفال التوحد من مستوى الذكاء المتوسط أو فوق المتوسط يكون مستوى التحصيل العلمي عادي ، وأطفال التوحد ممن تكون معدلات ذكائهم عادية يدرسون مواد علمية تتطلب قدرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين . بينما المواد الأدبية تتطلب تفسيراً للمعاني وفهماً مما يمثل صعوبة لأطفال التوحد، وعادة أطفال التوحد الذين يعانون من عوق عقلي ، فإن تحصيلهم التعليمي يكون أقل من التحصيل المتوسط أو العادي ، وعند الانتهاء من المراحل الدراسية ، فإن أطفال التوحد يتعلموا مهارات أساسية مثل : مبادئ القراءة والكتابة وفهم أساسيات الحساب واستخدام النقود والبعض منهم يتعلم مهارات فردية كالطبخ وارتداء الملابس وغسلها .

5- القدرة على التواصل :
يمكن تعليم أطفال التوحد عملية إخراج الأصوات ونطق الكلمات وتكوين الجمل الكلامية ، وفق قدراتهم الفردية، والقدرة على التواصل لا تقتصر على القدرة على إخراج الأصوات ، أو تكوين جمل مستقيمة نحوياً ، بل تشمل القدرة على توصيل المعاني والأفكار والتجارب ، عن طريق الحوار في إطار اجتماعي . وهذا الدور ضئيل في عملية التواصل .

6- لغة الإشارة Sign Language
وهي ضرورية في تطوير القدرة على التواصل ، للمساعدة في التعبير عن الأفكار وإيصالها للمتلقى ، وعند استخدام الإشارة اليدوية يستطيع الطفل توضيح الكلمة التي يريد نطقها ، أو تستخدم لتعزيز قدرة الطفل على فهم كلام الآخرين والأهم هو التركيز على تعلم الكلام فهو وسيلة التواصل ، ولغة الإشارة تمثل خطوة على الطريق الموصل إلى تعلم الكلام .

7- تحديد الاحتياجات التربوية :
ويقوم بتحديدها الأخصائي النفسي الذي يقوم بتقييم حالة الطفل ، ويشارك في ذلك المعلم وأخصائي النطق إضافة إلى الدور الفاعل للأبوين، ومن الصعوبات التي قد تواجه الآباء ، عدم توافر كافة الحاجات التربوية للطفل. ولهذا ينصح الوالدان بمراجعة التقرير الذي يعده الأخصائيون ، لتحديد تقييم حالة الطفل ، وما يمكن أن يكون هناك من اتفاق أو اختلاف .

8- الدمج Integration or Unification
البرامج القائمة تقوم على الدمج الحسي Sensory Integration (10) ، لأن اضطراب التوحد يضعف من القدرة على تنظيم المثيرات الحسية [ السمعية ، البصرية ، الشمية ، الذوق ، الإحساس بالضغط والجاذبية والحركة ووضع الجسم] ولذلك فان أطفال التوحد يعانون من اضطراب الدمج الجسمي ، ولهذا يجب أن تكون هناك برامج فردية لكل طفل حسب إحتياجاته الحسية والنمائية الخاصة . وهذه البرامج تقوم على تعرف المدرب على المتغيرات التي تحفز طفل التوحد على الدمج في أنشطة معينة ، فإذا واجه الطفل مشكلة في اختيار النشاط المناسب ، فإن المدرب يعمل على توفير برنامج أكثر ملائمة، ومحور هذه البرامج يقوم على استخدام اللعب كوسيلة لرفع البرامج إلى تنمية وتطوير الدمج الحسي، من يجعل الفرد أكثر ثقة في نفسه ، وأكثر توافقاً مع المؤثرات الحسية من حوله .

التوحد .. والتدخل المبكر ------ الواقع والمأمول
الأسرة : الفاعلية والأدوار مع أطفال التوحد عند التدخل المبكر :
للأسرة دور كبير وفاعل في تقدم الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، بصفة عامة، وطفل التوحد بصفة خاصة ، ذلك لأن تدريب الطفل من حيث ساعات العمل في المدرسة ، لا تتعدى منتصف النهار ، بينما يقضي الطفل باقي الوقت في المنزل ونهاية الأسبوع وفي المناسبات ، مما يستدعي أن تلتزم الأسرة بحضور الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسات ذات الاختصاص ، كالبرنامج التربوي للطفل ، وتتعاون مع المعلمين باستمرار في برامج الطفل المنظم ، وتهيئة البيئة المناسبة في المنزل ، حتى تساعده للوصول بنجاح بقدر الإمكان وتعمل على تعديل سلوكه .
ومن حيث فاعلية دور الأسرة ، فقد تخلت أغلب المؤسسات التعليمية الناجحة في عالم الغرب ، عن وجود برامج السكن الداخلي ، والتي تبعد الطفل عن أسرته طوال العام ، واستعاضت بالبرامج النهارية العادية ، ليعود الطفل لمنزله في نهاية اليوم الدراسي، والواقع أن رعاية الأسرة وحنان وعطف الأبوين ، يمثلان الجهد الأساسي في فاعلية رعاية أطفال التوحد والمصابين بالعوق ، كأساس للتدخل المبكر القائم على علاج الطفل وتعديل سلوكه .
وقد قامت الدكتورة / سميرة عبد اللطيف السعد-(11) بجامعة الكويت- بدراسة حول : قضايا ومشكلات التعريف والتشخيص والتدخل المبكر مع أطفال التوحد ، وخلصت النتائج إلى إعداد برنامج تربوي وتعليمي ، لتحديد إحتياجات الأطفال المصابين بالتوحد ، من وجهة نظر الآباء ، والذي يعد ضرورة من ضرورات التدخل المبكر مع أطفال التوحد، وكان ترتيب أولويات الاحتياجات التدريبية والتعليمية - من وجهة نظر الآباء - كما يأتي :
1/ تنمية التحكم في العضلات الكبيرة والدقيقة والمهارات الحركية .
2/ التدريب على تناول الطعام بصورة مناسبة .
3/ تدريب الطفل على السلوك المناسب في المواقف المتعددة .
4/ السعي نحو تعديل بعض أنواع السلوك غير المرغوب فيه مثل الضرب والقفز والبصق.
5/ التدريب على استخدام وسيلة تواصل مناسبة له مع الآخرين ، لفظية أو غير لفظية .
6/ التدريب على كتابة الكلمات البسيطة ( مهارة معرفية ) .
7/ تطوير مهارات الاعتماد على النفس .
8/ التدريب على استخدام المرحاض في قضاء حاجته .
9/ توفير نشاطات ترفيهية ممتعة للطفل والمشاركة في نشاطات اجتماعية مع آخرين .
10/ تطوير مهارات مهنية تخدمه مستقبلاً في حياته الاجتماعية .
11/ تدريب الطفل على الجلوس لأطول فترة ممكنة .
12/ التدريب على الاستجابة للمؤثرات السمعية والبصرية .
ومن المهارات الهامة لدى أطفال التوحد ، تدريبهم على الاستقلالية الفردية أي تنمية القدرة على الاختيار بين البدائل ، ومنحه حرية أكثر في المجتمع . هذا يجب اتصاف البرامج بالمرونة ، والتعزيز المتواصل الإيجابي ، والتقييم المنظم ، وعلى أن يكون هناك فريق استشارة وتدريب على رأس العمل من قبل متخصصين .

البرامج العلاجية المساندة للتدخل المبكر في علاج اضطراب التوحد :
توجد أساليب التدخل التي تعمل على التخفيف من حدة إعاقة التوحد في بعض الحالات . وهذه الأساليب ليست علاجاً للتوحد، وإنما دورها مساندة البرامج التربوية والسلوكية لأطفال التوحد (12) .
من هذه الأساليب :
o الحمية الغذائية .
o جرعات هرمون السكرتين .
o العلاج بالفيتامينات ( خاصة B6 + مغنسيوم ) .

الحمية الغذائية :
أشار بول شاتوك Paul Shattock بجامعة سنترلاند ببريطانيا - إلى أن أساس اضطراب التوحد Metabolic disorder ، حيث تبين أن اضطراب التوحد يحدث نتيجة تأثير البيتايد Peptide وهي مادة تنشأ من البروتينات نتيجة الهضم ، وتحدث نتيجة التحليل غير المكتمل أثناء عملية ايضية لبعض أصناف الطعام وخاصة الجلوتين Gluten ( بروتين من القمح ومشتقاتها الكازيين Casien ، بروتين من الحليب ومشتقاته ) وحيث يحدث تأثير تحذيري على التوصيل العصبي . ووجود هذا التأثير التحذيري بدرجة كبيرة في الجهاز العصبي المركزي ، يحدث اضطراب في أنظمته ، وينتج عن ذلك اضطراب في الجوانب المعرفية والانفعالية ونظام المناعة والقناة الهضمية، كما يشير هذا الاتجاه إلى احتمال أن يكون للتطعيمات التي تعطي للأطفال دور في حدوث اضطراب التوحد . حيث يذكر آباء أطفال التوحد حدوث تغيرات على أطفالهم بعد التطعيم بأيام وأحياناً بساعات محددة ، ويقترح المؤيدون لهذه النظرية برنامجاً غذائياً خاصاً بأطفال التوحد يكون خال من الجلوتين والكازيتين بعد فحوصات مختبرية للبول لمعرفة مستوى الببتايد المخدرة ، حيث أن الحمية الغذائية المناسبة ، تساعد كثير من أطفال التوحد ، على تحسن بعض المظاهر السلوكية لديهم ، مما يجعلهم أكثر قابلية للتعليم والتدريب .

جرعات هرمون السكرتين Secreten
أشار " وارنر " Warner في 2000م أن من أساليب التدخل العلاجي التي قد تحدث تحسناً عند الإصابة بالتوحد ، إعطاء جرعة واحدة فقط من هرمون السكرتين . ويفضل " الشمري " استخدام السكرتين والسيريناد Secreten & Serenaid (13 كثنائي علاجي لما لهما من آثار إيجابية على الحالات التي تعامل معها " الشمري " ، حيث تبين أن تأثير الجرعة الواحدة من هذا الهرمون يستمر 3 أشهر إلى سنة ، وينصح "الشمري" بعدم استخدام الجرعة الثانية قبل مضي 3 أشهر من تاريخ أخذ الجرعة الأولى . ويُعد التواصل البصري لطفل التوحد ، من أهم المؤشرات التي توضح أن التدخل العلاجي لجرعة من هرمون السكرتين له آثار علاجية ، إضافة إلى أن طفل التوحد يمكنه نطق بعض الكلمات أو العبارات ، التي لم تكن لديه القدرة على التحدث بها من قبل الا أن هرمون السكرتين قد يفيد مع حالات ويفيد مع حالات أخرى.

العلاج بالفيتامينات :
في معهد أبحاث التوحد بجامعة كاليفورنيا ، يُعد رملاند Rimland أكثر الباحثين الذين استخدموا العلاج بالفيتامينات والمغنسيوم لتعديل سلوك وأعراض التوحد . وفي تجارب " رملاند " 1987م ، تبين أن أجسام أطفال التوحد تحتاج إلى جرعات غذائية لا تتوافر في الأغذية العادية ، وهذه الجرعات الإضافية من فيتامين B 6( جرعات تتراوح بين 30 - 300 مليجرام ) ، وجرعات إضافية من المغنسيوم ( جرعات يومية ما بين 350 - 500 مليجرام ) ، عندما تضاف إلى الوجبات الغذائية لأطفال التوحد ، وحيث تبين أن 30% - 50% من هؤلاء الأطفال يتحسن سلوكهم في جوانب : التواصل البصري ، تحسن في عادات النوم ، الانتباه ، التحدث ، استخدام الكلمات .

المأمول في سياسات التدخل المبكر مع أطفال التوحد(14) :
ثبت بشكل قاطع أن التدخل المبكر ، يفيد ويثمر بشكل إيجابي Positive مع أطفال التوحد وعلى الرغم من الاختلاف بين برامج رياض الأطفال إلا أنها تشترك جميعها في التركيز على أهمية التدخل التربوي الملائم والمكثف في سن مبكرة من حياة الطفل، ومن العوامل المشتركة بين تلك البرامج مايلي :
o دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين في المدارس العادية والاستفادة من الأساليب التربوية الحديثة المتمثلة في استحداث برامج غرف المصادر وبرامج المعلم المستشار وبرامج المتابعة في التربية الخاصة .
o توفير البرامج التي تعزز اوجهه القوة لدى الاطفال وتعالج نقاط الضعف لديهم من اهتمامات الطفل مع اضفاء طابع الشمولية والمرونة على مناهج المدارس العادية بغرض الوفاء بالاحتياجات الاساسية لجميع التلاميذ ومراعاة الفروق الفردية بينهم
o الاستخدام الواسع للمثيرات البصرية أثناء عملية التدريس والجداول عالية التنظيم للأنشطة , وفي هذا النطاق تجدر الاشارة الى أهمية استخدام الوسائل المحسوسة والمثيرة لإنتباة الأطفال.والابتعاد كل البعد عن الوسائل المجردة وإضافة الى ماسبق من الممكن الاستعانة بالتقنية الحديثة في تدريس ذوي الاحتياجات الخاصة (الحاسب الآلي )
o تدريب اولياء أمور المصابين بالتوحد والمهنيين العاملين معهم ، والتخطيط والمتابعة المستمرة للمرحلة الانتقالية . وتقتضي الضرورة تضامن فريق من الأخصائيين كمعلم التربية الخاصة ، وأخصائي تعديل السلوك ، وأخصائي علاج النطق وأخصائي علاج النطق والكلام ، والتدريب السمعي ، والدمج الحسي ، وبعض العقاقير الطبية والحمية الغذائية .
o يستجيب أطفال التوحد لبرامج التربية الخاصة ذات التنظيم الجيد ، والتي تصمم لتلبية الحاجات الفردية Individnal Needs ، وتتضمن التدخل الذي يهتم بعلاج المشكلات التواصلية ، وتنمية المهارات الاجتماعية وعلاج الضعف الحسي ، وتعديل السلوك، على أن يتم ذلك من خلال متدربين ومعلمين من أصحاب الكفاءة والدراية .
o ومن أساسيات التدخل المبكر تدريب أطفال التوحد على مهارات الحياة اليومية في سن مبكرة ، مثل تعلم عبور الشارع ، أو التسوق بدرجة بسيطة .
o إضافة إلى تنمية المهارات ذات الصلة بجوانب : التواصل البصري ، تحسن في عادات النوم ، الانتباه ، التحدث ، استخدام الكلمات في الأوقات والمواقف المناسبة .

1 التعليقات:

مقاييس التشخيص للتوحد


التوحد هو أحد الإعاقات النمائية التي لا يقل شيوعها عن متلازمة داون ، فالتوحد يعرف بعجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية ، والتواصل اللفظي وغير اللفظي ، واللعب التخيلي والإبداع ، حيث يبدوا الطفل - في نظر والديه طبيعيا - ومن ثم تظهر عليه علامات الانعزال والسلوكيات الشاذة والغريبة وتغيير في طريقة الكلام أو اختفاءه فيبدأ قلق الأسرة وتبدأ معاناتهم ، وأردت في هذه العجالة أن أشرح للأسر التي ابتلاها الله بالمصابين التوحديين

كيف يتم التشخيص وما هي المقاييس المعتمدة في آلية التشخيص؟
في الوقت الحاضر يتم تشخيص التوحد من خلال الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل بواسطة اختصاصي معتمد ، وعادة ما يكون اختصاصي في نمو الأطفال ، أو طبيب و عادة ما يتم ذلك قبل عمر ثلاثة سنوات أو 36 شهر، و في نفس الوقت فإن تاريخ نمو الطفل تتم دراسته بعناية عن طريق جمع المعلومات الدقيقة من الوالدين والأشخاص المقربين الآخرين الذين لهم علاقة بحياة الطفل مباشرة .
ويمر تشخيص التوحد على عدد من الاختصاصيين منهم طبيب أطفال / اختصاصي أعصاب المخ / طبيب نفسي حيث يتم عمل تخطيط المخ و الأشعة المقطعية وبعض الفحوصات اللازمة وذلك لاستبعاد وجود أي مرض عضوي من الأطباء المختصين ، ويتم تشخيص التوحد مبنيا على وجود الضعف الواضح والتجاوزات في الأبعاد السلوكية التي تم ذكرها سابقا وإذا اجمعت ثلاثة أنواع من السلوكيات سـوي ( ما يسمى بثالوث الاضطراب( Triad Impairment لدى الطفل يتم تشخيصه بالتوحد ويعتمد تشخيص التوحد على :-
o الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (DSM - IV) التابع للجمعية الأمريكية للطب النفسي
o الدليل العالمي لتصنيف الأمراض (ICD - 10 ) التابع لمنظمة الصحة العالمية
وهناك بعض المراكز العالمية طورت نماذج تحتوي على أسئلة تشخيصية للحصول على أكثر المعلومات وتاريخ الطفل وأسرته منذ حدوث الحمل وحتى تاريخ المقابلة التشخيصية لكي يتسنى لهم التشخيص الصحيح.

القائمة التشخيصية للتوحد
القائمـة التالية يمكن أن تساعد في الكشف عن وجـود التوحد عند الأطفال ، علما أنه لا يوجد بند يمكن أن يكـون حاسما بشكل جوهري لوحده ، وفي حالة أن طفلا ما أظهر 7 أو أكثر من هذه السمات، فـإن تشخيصا للتوحد يجب أن يؤخذ في الاعتبار بصورة جادة !!!.
o الصعوبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين
o يتصرف الطفل كأنه أصم
o يقاوم التعليم
o يقاوم تغيير الروتين
o ضحك وقهقهة غير مناسبة
o لا يبدي خوفا من المخاطر
o يشير بالإيماءات
o لا يحب العناق
o فرط الحركة
o انعدام التواصل البشري
o تدوير الأجسام واللعب بها
o ارتباط غير مناسب بالأجسام أو الأشياء
o يطيل البقاء في اللعب الانفرادي
o أسلوب متحفظ وفاتر المشاعر

مقاييس الذكاء المستخدمة مع أطفال التوحد
هناك عدة مقاييس للذكاء تستعمل مع الأطفال التوحديين منها :-

1 التعليقات:

اهمية التعرف على اسلوب الطفل التوحدي في التعلم

أوضح الدكتور ستيفن ايديلسون من مركز دراسات التوحد, سالم, اوريغون: ان اساليب التعلم هو مفهوم يحاول وصف الطرق التي يحصل بها الناس على معلومات عن البيئة المحيطة بهم. فالناس يمكن ان يتعلموا عن طريق النظر والسمع وـ او عن طريق لمس او توقع شيئ سريعا . فمثلا النظر الى كتاب مصور او قراءة كتاب مصور او قراءة كتاب نصوص يتطلب التعلم عن طريق النظر او الاستماع الى محاضرة حية او على شريط فيديو يتطلب التعلم عن طريق الاستماع وان الضغط على الازرار لمعرفة كيفية تشغيل الفيديو يتطلب التعلم.
وبصفة عامة يتعلم معظم الناس مستخدمين اثنين او ثلاثة من طرق التعلم، ومن المهم ان الناس يمكنهم تقييم مصالحهم الخاصة وطرق حياتهم لتحديد الطرق التي يحصلون بها على كثير من معلوماتهم عن بيئتهم، وبالنسبة لي انا عندما اقرأ كتابا يمكنني بسهولة ان افهم النص، وفي المقابل يصعب علي الاستماع الى تسجيل شريط صوتي لذلك الكتاب ـ اذ لا يمكنني متابعة سير القصة. وهكذا فانني اكثر تعلما عن طريق النظر، ومتوسط ويمكن ان اكون ضعيفا في التعلم عن طريق السماع. وفيما يتعلق بالتعلم السريع فإنني جيد جدا في اخذ الاشياء جانبا لتعلم كيفية عملها، مثل المكنسة الكهربائية او الكمبيوتر."

وقد تؤثر طريقة الانسان في التعلم على حسن ادائه في اي عرض تعليمي خاصة من المرحلة الابتدائية للثانوية ثم الكلية. وتتطلب المدارس عادة كل من التعلم السمعي (الاستماع للمعلم) والتعلم المرئي (قراءة كتاب مثلا )، واذا كان المرء ضعيفا في احدى هاتين الطريقتين من مصادر التعليم فسيعتمد بصورة اكبر على قوته (فمثلا المتعلم عن طريق النظر قد يدرس نص الكتاب اكثر من الاعتماد على محتوى المحاضرة).. وباستخدام هذا المنطق يكون الشخص الضعيف في كلتا الطريقتين البصرية والسمعية قد يواجه صعوبة في المدرسة، اضافة لذلك فان طريقة التعلم يواجه صعوبة في المدرسة، اضافة لذلك فان طريقة تعلم الشخص قد تصاحبها مهنته الخاصة به، فمثلا نجد الافراد النشطين في التعلم يميلون الى المهن يشغلون فيها ايديهم مثل تنظيم الرفوف او الميكانيكا او الجراحة او النحت، اما الذين يتعلمون عن طريق المشاهدة فقد يميلون الى المهن التي يستعملون فيها معالجة المعلومات المرئية مثل معالجة المعلومات او الفن او المعمار او تصنيف القطع المصنعة، اضافة الى ذلك فان الذين يتعلمون بالسماع قد يميلون الى المهن التي تتطلب التعامل مع المعلومات المسموعة مثل البائعين والقضاة والموسيقيين والمشغلين والنادلين او النادلات.

واستنادا على خبرتي وخبرات زملائي يبدو ان الافراد التوحديين يميلون اكثر للاعتماد على اسلوب واحد للتعلم، وبملاحظة الشخص قد يستطع المرء تحديد اسلوب تعلمه الاول، فمثلا :
o اذا كان الطفل التوحدي يستمتع بالنظر الى الكتب - صور الكتب مثلا - ومشاهدة التلفزيون - بصوت او بدون صوت- ويميل الى امعان النظر في الناس والاشياء فانه قد يكون متعلما بالمشاهدة.
o واذا كان الطفل التوحدي يتكلم بصورة زائدة ويستمتع بكلام الناس معه ويفضل الاستماع الى الراديو او الموسيقى فقد يكون متعلما بالسماع
o اما اذا كان الطفل التوحدي باستمرار يأخذ الاشياء ويفرزها جانبا ويفتح ويغلق كل الادراج ويضغط على الازرار فقد يتضح من ذلك انه نشط او يتعلم بالممارسة اليدوية.
o بمجرد تحديد طريقة تعلم الشخص فان الاعتماد بعد ذلك على هذه الوسيلة للتعليم يمكن ان تزيد امكانية تعلمه بشكل كبير جدا ، واذا كان الشخص غير متأكد من اي طريقة من الطرق يتعلم بها الطفل او يعلم مجموعة بطرق تعليم مختلفة فان افضل طرق التعليم يمكن ان يكون استعمال الاساليب الثلاثة معا ، فمثلا عند تدريس معنى كلمة (جلي) يمكن للواحد ان يعرض عبوة وقارورة جلي (تعليم بصري), ويصف خصائصه مثل لونه وتركيبه واستعماله (تعليم سمعي)، وبعد ذلك يدع الشخص بلمسه ويتذوقه - تعليم حركي
o احدى المشكلات الشائعة لدى الاطفال التوحديين هي الجري (الركض) داخل حجرة الدراسة وعدم الاصغاء للمعلم، فهذا الطفل قد لا يتعلم بالسماع ولهذا فانه لا يصغي لكلام المعلم، فاذا كان الطفل حركي التعليم يمكن للأستاذ ان يضع يديه على كتفي هذا الطفل ويوجهه الى كرسيه، او يأخذه لمركز دراسة التوحد، ويريه كرسيه او يسلمه صورة كرسي ويومئ له بالجلوس.
وان تدريس طريقة تعليم الطالب قد تترك اثرا على امكانية او عدم امكانية اصغائه للمعلومات المقدمة ومعالجتها، وهذا بدوره يمكن ان يؤثر على اداء الطفل في المدرسة اضافة الى سلوكه، لذى من المهم ان يحدد المعلمون طريقة التعليم فور دخول الطفل التوحدي الى المدرسة وان يكيفوا طرق تدريسهم حسب قدرات الطالب، وهذا سيضمن الفرصة الاكبر للطفل التوحدي للنجاح في المدرسة

1 التعليقات:

الأطفال التوحديون ودور الأسرة في البرامج العلاجية


لا زال اضطراب التوحد Autism يعتبر مثار بحث مجهد بين العلماء منذ أن قام بتعريفه الطبيب الأمريكيLeo Kanner ليو كانر سنة 1943 حين نشر بحثه الكلاسيكي المسمى بالاختلالات التوحدية في الاتصال الوجداني، وفيه أطلق مفهوم التوحد الطفولي على مجموعة من الأطفل الذين تابعهم بعناية، كما أشار له \"باولر\" ليصف به إحدى الحالات الأولية للفصام، والانشغال التام بالذات، أكثر من الانشغال بالعالم الخارجي.
وقد أطلقت مسميات عدة على هذا الاضطراب مثل الاجترارية والانغلاق على الذات، وكذلك الاعاقة الغامضة نظراً لعدم توصل العلماء إلى الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذا الاضطراب، وإلى طرق علاجية ناجحة له.
ويعتبر تعريف الجمعية الأمريكية للتوحد (2000) من أحدث التعريفات بهذا الاضطراب والذي نظرت له كنوع من الاضطرابات في تطور نمو الطفل تظهر خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر، نتيجة لاضطرابات عصبية فسيولوجية تؤثرعلى وظائف المخ، وتؤثر على مختلف نواحي النمو، الاجتماعية والتواصلية، والعقلية والانفعالية والسلوكية Pervasive Developmental Disorder (PDD)، وتستمر هذه الاضطرابات التطورية مدى الحياة، ولكنها تتحسن نتيجة البرامج العلاجية، والتدريببات التربوية المقدمة للطفل.
وتختلف الدراسات في تحديد نسبة انتشار التوحد بين الأطفال نظراً لاختلاف أعراضه ومعايير تشخيصه، فقدرت بعض الأبحاث نسبة حدوثه ما بين 4-5 لكل 10 آلاف ولادة، فيما أشارت أخرى إلى 10 من كل 10 آلاف ولادة، وهو يصيب الذكور أكثر من الاناث بنسبة (4-1) ويحدث في جميع الطبقات العرقية والاجتماعية والثقافية المختلفة، وإن امكانية انجاب اكثر من طفل في الأسرة يعاني من التوحد هو أمر نادر الحدوث.

سماته:
لعل من أهم سمات الطفل التوحدي الصعوبات التي يواجهها في إقامة علاقات اجتماعية ومشكلات التواصل اللفظي وغير اللفظي ومقاومة التغيير، وافتقاره للعب التخيلي، ووفقاً للدليل التشخيصي الاحصائي الرابع DSM IV فلا يهتم الطفل التوحدي بمن حوله ويتصرف كالأصم، ولا يحب أن يضمه أحد، ولا يخاف الخطر ويكرر كلام الآخرين، وقد يلاحظ عليه إما نشاط مفرط أو خمول زائد، واستجاباته الانفعالية لا تناسب الموقف، ولا يوجد لديه اتصال بصري كافي، وهو يستمتع بلفّ الأشياء، ولا يستطيع التعبير عن الألم، ويتعلق بأشياء تافهه، مع وجود حركات نمطية متكررة كالرفرفة وهز الجسم، علماً أنه ليس من المفترض أن توجد هذه الصفات جميعها لدى الطفل التوحدي، بل تختلف امكانية ظهورها من حيث شكلها وشدتها من طفل لآخر، وقد أشارت دراسة \" دونالد وكابرولو\" Donad & Caparulo إلى أن حوالي 80% من الأطفال التوحديين يعانون من إعاقة ذهنية وأن 60% منهم تقل درجة ذكائه عن 50.

البرامج المقدمة للأطفال التوحديين:
أثبتت الدراسات أنه لا يوجد برنامج علاجي واحد يمكن أن ينجح مع كل حالات التوحد، لذلك يأتي العلاج على شكل خطط فردية حسب كل حالة، ولا يوجد أسلوب علاجي أو تربوي واحد أكثر فعالية للعمل من غيره مع التوحديين، ولكن معظم الباحثين في هذا المجال يشيرون إلى تجاوب التوحديين بطريقة جيدة مع برامج التربية الخاصة، والمعدّة لكل حسب حالته ومن أهم البرامج العلاجية:
1- العلاج بالأدوية للتقليل من الأعراض المرافقة للتوحد، وليس الشفاء منه.
2- العلاج بالفيتامينات مثل فيتامين B المساعد في هضم البروتينات ، ومعدن المغنيسيوم المساعد في بناء العظام وصحة الخلايا العصبية والعظمية.
3- العلاج الغذائي: والذي ينطلق من عدم قدرة التوحديين على هضم بروتين الجلوتين الموجود في القمح وبروتين الكازين الموجود في الحليب الأمر الذي يحتاج تطبيق نظام حمية غذائية على الطفل.
4- برنامج التكامل السمعي الذي ينطلق من أن بعض التوحديين لديهم حساسية سمعية لبعض المثيرات.
5- التكامل الحسي الذي يفترض أن التوحديين لديهم اضطراب في التكامل الحسي نتيجة عدم قدرة الدماغ على دمج المثيرات البيئية القادمة من الحواس فيحدث صعوبة في التناسق الحركي الدقيق، لذلك يتم ايجاد ارتباطات جديدة بين الأعصاب عن طريق تطوير الأنظمة العصبية على تنظيم ومعالجة المثيرات البيئية القادمة من الحواس المختلفة.
6- العلاج بالموسيقى الذي يتم من خلال اخضاع الطفل التوحدي إلى تسجيلات إيقاعية مصممة خصيصاً له يستمع إليها لمدة 8 أسابيع.
7- برامج العلاج المعتمدة على المهارات لتطوير تفاعلهم مع البيئة من حولهم عن طريق تبادل الصور وتمييزها والتبادل الجسدي المساند، وبناء الجمل.
8- البرامج التربوية: وتشترك جميعها في تركيزها على التأثير الايجابي الكبير على التوحدي لزيادة درجات ذكاؤه وزيادة السلوك الاجتماعي المقبول والتقليل من أعراض التوحد ومن أهمها برامج تعديل السلوك، وبرامج مشاركة الأسرة وتدريبها ليصبح أعضاؤها أخصائيين مساعدين.

دور الأسرة:
يعتبر دور الأسرة أساسياً في تطبيق البرامج التربوية والعلاجية للطفل التوحدين فالأسرة هي التي تقضي أكبر وقت مع الطفل وهي التي تراقب وتلاحظ على الأغلب وجود أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، وهي التي تنقل المعلومات والملاحظات عن جوانبه غير العادية، والوالدين هما أول من يتلقى الصدمة والمفاجأة بعد مرحلة التشخيص، ويعيشان مراحل الرفض والانكار للحالة والتنقل من طبيب إلى آخر إلى أن يصل الأمر بهم لتقبل الحالة والبحث عن البرامج التربوية والعلاجية المناسبة، لذلك فهم يلعبون دوراً كبيراً في نجاح هذه البرامج.
وتقوم الأسرة بمساعدة الاختصاصيين على فهم العديد من جوانب الضعف أو القوة لدى الطفل، والتي لا تظهر عادة في أماكن الملاحظة والفحص مثل العيادة أو المركز، بل تظهر لدى الأسرة فقط لأن الطفل لا يقوم بها إلا في المنزل ، لذلك تأتي هنا أهمية المشاركة الفاعلة للوادين منذ عملية التشخيص الأولى حتى صياغة البرامج التربوية وتطبيقها وتقييمها.
ويجب أن تكون الأسرة أحد أهم أعضاء فريق العمل فلديها من المعلومات التي تؤهل أفرادها من الناحية العملية لأخذ دور هام في اختيار الأهداف وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب وتسجيل التقدم الذي يطرأ على طفلهم في المنزل، وتدريبه على تعميم المهارات التي تعلمها في المدرسة، أو المركز ونقلها للمنزل.
وهناك العديد من أولياء الأمور الذين وصلوا لمرحلة الابتكار في العمل مع طفلهم التوحدي، وتوليد خيارات وبدائل جديدة لحل بعض المشكلات السلوكية التي تواجههم في المنزل وبالتالي التغلب عليها عن طريق التجريب والملاحظة، وإصرارهم على تغير سلوك طفلهم نحو الأفضل، وإشراكه في النشاطات الاجتماعية والزيارات والتفاعل مع الآخرين.

ومن العوامل والمتغيرات التي قد تؤثر سلباً على تطبيق البرامج التربوية والعلاجية المقدمة للطفل التوحدي ما يلي:
1- حجم الأسرة وعدد أفرادها، مما يؤثر سلباً على الوقت الذي يمكن أفرادها لتخصيصه في متابعة الطفل.
2- عمل الوالدين وغيابهما فترات زمنية طويلة عن المنزل، لذلك تأتي هنا أهمية ترتيب الأدوار التي سيقوم بها الوالدين تجاه الطفل وفقاً لطبيعة الظروف الأسرية.
3- اعتماد هذه البرامج في تطبيقها ومتابعتها على الأم فقط دون إشراك بقية أفراد ألأسرة، لذلك ينبغي أن تتحمل الأسرة كاملة مسئولية التفاعل مع الطفل التوحدي والتعاون في حل مشكلاته والتعامل معه بطريقه مماثلة من الجميع.
4- مدى تقبل أفراد الأسرة للطفل ورغبتهم وحماسهم للتغيير سلوكه، وكذلك طبيعة الروابط الأسرية ودرجة متانتها.
ومن الأمور العامة التي يجب أن تدركها أسرة الطفل التوحدي قابليته للتعليم وللتدريب وللتواصل مع الآخرين مهما كانت شدة إعاقته، وأن تضع الأسرة نصب عينيها التفاؤل نحو نجاح طرق التعامل معه، والصبر و المثابرة في العمل

من أهم الصفات والأمور التي يجب أن يتحلى بها والدي الطفل التوحدي مايلي:
o عدم الشعور بالذنب تجاه وجود هذا الطفل في الأسرة.
o الإبتعاد عن الانفعالات النفسية السلبية كالقلق والغضب والاكتئاب
o التفاؤل والأمل بإمكانية تطور مهارات الطفل.
o الصبر والمثابرة في العمل مع الطفل وعدم اليأس
o الاطلاع على كل ما يستجد في عالم التوحد لأ ن هذا الاضطراب لا يزال يلفه الغموض
o التكيف مع المشكلات السلوكية للطفل
o القدرة على ايجاد الطريقة المناسبة للتواصل مع الطفل
o توليد بدائل الحل وعدم الاعتماد على طريقة واحدة
o إشراك الطفل في المناسبات الأسرية وتعريف المجتمع بإعاقته
o الالتحاق بمجموعات الدعم الأسري والاستفادة من تجارب الآخرين.

مستقبل الطفل التوحدي
يعتمد جزء كبير من تطور مهارات الطفل التوحدي ونجاح البرامج العلاجية المقدمة على مدى التعاون بين المختصين والأسرة، وعلى مثابرة الوالدين في العمل مع طفلهما، وتشير الدراسات بأن 20-30% من الحالات الخفيفة ذات الذكاء العادي تتحسن مع التدريب، وإن أكثر من 70% من حالات التوحد تستمر معهم ويبقون بحاجة إلى رعاية تامة لعدم تحقيقهم الاستقلالية التامة في المعيشة.
إن البيئة المتفهمة العطوفة التي تساند الطفل لا بد أن تساهم في تحقيق تحسن ملحوظ في حالته، وخاصة إذا كان الطفل غير مصاب بمضاعفات إضافية أو إعاقات مصاحبة، أما إذا كان الذكاء مرتفعاً مثل حالات (الأسبرجرز) Asperger Syndrome وبدأت العناية بها بشكل مبكر، فيستطيع الطفل تحقيق النجاح في التعليم النظامي حتى التعليم الجامعي وما فوقه كما حصل في الحالات الأربعة المشهورة في العالم حتى الآن والتي حصلت على الدكتوراه بالرغم من أن إحداها لا تتواصل بالكلام.

0 التعليقات:

خصائص الأطفال التوحديين

لطفل التوحد بعض الخصائص التي لاتجتمع بالضرورة في فرد واحد عادةً ، يكون الطفل المتوحد جذاب الشكل ، قد يكون أقصر قامة من زملائه - خاصة من عمر 2 ــ 7 سنوات.
ومن الممكن تقسيم خصائص الطفل التوحدي كالتالي :
o الخصائص الاجتماعية
o الخصائص اللغوية
o الخصائص الحسية والإدراكية
o الخصائص السلوكية
o الخصائص العاطفية والنفسية

أ ـ الخصائص الاجتماعية
عدم الاهتمام بالآخرين وعدم الاستجابة لهم وهو أول ما يلاحظه الأهل عند الأهل عند طفلهم التوحدي . ويعاني الطفل التوحدي قصوراً في التفاعل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية ويتميز بالسلوكيات التالية :
o عدم الارتباط بالآخرين .
o عدم النظر إلى الشخص الآخر وتجنب تلاقي الأعين .
o عدم إظهار إحساسه .
o عدم قبوله بأن يحضنه أحد أو يحمله أو يدلله إلا عندما يرغب في ذلك .
ويكون الطفل التوحدي أحياناً غير قادر على تمييز الأشخاص حتى المهمين منهم في حياته وأحياناً لا يطور علاقاته حتى مع أهله لأنه يهتم بالأشياء أكثر من الأشخاص ، وقد أكدت الأبحاث أن تدريب المتوحدين على مهارات اجتماعية في ظروف معينة يساعدهم على تحسين تواصلهم الاجتماعي مع الآخرين .

ب ـ الخصائص اللغوية
يعد القصور اللغوي من الخصائص المميزة للمتوحدين رغم أن تطورهم اللغوي يختلف من حالة إلى أخرى فبعض المتوحدين يصدرون الأصوات فقط وبعضهم يستخدم الكلمات فقط وبعضهم يستخدم كلمات قليلة وبعضهم الآخر يردد الكلمات أو الأسئلة المطروحة عليه .
إن هذا القصور اللغوي لا ينتج عن عدم الرغبة في الكلام إنما عن خلل وظيفي في المراكز العصبية المتعلقة بتطوير اللغة والكلام ، لذلك لا يتوصل الطفل التوحدي أحياناً إلى التعبير بطريقة واضحة ومفهومة حتى بعد تدريبه على ذلك وهذا ما يزيد من انغلاقه في عالمه الخاص .

ج ـ الخصائص الحسية والإدراكية
يعاني الطفل التوحدي قصوراً حسياً وإدراكياً ، وهو لايدرك أحياناً مرور شخص أمامه أو أي مثير خارجي ، وفد لا يتأثر حتى إذا وجد وحده مع أشخاص غرباء .
أما بالنسبة للإدراك الحسي فهو غالباً ما لا يشعر بالألم ، لذا فهو أحياناً قادر على إيذاء نفسه - مثلاً طرق رأسه ، ضرب نفسه ... - وأحياناً يؤذي بعض المتوحدين غيرهم بالعض أو الخدش من دون سبب معين .
أما بالنسبة إلى تأثره وانزعاجه الشديد من الأصوات العالية فهو حساس جداً للمثيرات والأصوات الخارجية ، مما يجعله مضطرباً من دون أن يقدر على التعبير عن اضطرابه .

د ـ الخصائص السلوكية
يكون سلوك الطفل التوحدي متكرراً وثابتاً وقسرياً ، فهو يتعلق بأشياء لا مبرر لها ، وهو أحياناً يقوم بحركات نمطية ساعات من دون تعب وخاصة حين يترك وحده من دون إشغاله بنشاط معين ، وقد ينزعج الطفل التوحدي من التغير في أشياء رتبها وصفها بشكل منتظم فيضطرب ويلجأ إلى الضرب والصراخ وتكرار حركات عدوانية من الصعب جداً إيقافه عنها .

هـ ـ الخصائص العاطفية والنفسية
إضافة إلى الخصائص السلوكية يتميز الطفل التوحدي برفض أي تغير في الروتين وغالياً ما يغضب ويتوتر عند حدوث أي تغير في حياته اليومية لأنه يحتاج إلى رتابة واستقرار وقد يؤدي تغيير بسيط في ثيابه أو فرشاة أسنانه أو وقت طعامه إلى حالة توتر وغضب وبكاء وقد يعاني إيضاً إضافة إلى نوبات الغضب نوبات صرع تكون خفيفة جداً خلال بضع ثواني ، وقد يلاحظ عليه إيضاً تغير مفاجيء في المزاج ؛ فأحياناً يبكي وأحياناً يضحك ولكنه غير قادر على التعبير بالكلام .

0 التعليقات:

أسئلة يتكرر طرحها - معالجة التوحد بالحمية الغذائية الخالية من الكازين والجلوتين

إيضاح : -
ما يرد أدناه ليس نصيحة طبية ، فكل التغييرات في غذاء طفلك يجب أن يشرف عليها طبيب أو اختصاصي تغذية مؤهل .

سؤال :
لا أعتقد أن طفلك يعاني من الحساسية ولا أعتقد أنها يمكن أن تسبب التوحد ، ولماذا يتعين على عليّ إبعاد بعض الأطعمة من وجبته ؟
جواب :
على الرغم من أن الآباء يذكرون وجود صلة بين التوحـد والغذاء لعقود من الزمن فهنـاك بحـث يجرى إعداده الآن يوضح أن أغذيـة معينة تؤثر علـى النمو العقلي لبعض الأطفال وتسبب أنواعا من السلوك التوحدي ، وهذا ليس بسبب الحساسية ولكن لأن العديد من هؤلاء الأطفال لا يقدرون على هضم بروتينات معينة بصورة جيدة .

سؤال :ماذا يحدث عندما يتناولون هذه البروتينات ؟
جواب : سبق أن اكتشـف الباحثـون فـي كـل مـن إنجلتـرا والنرويـج وجامعة فلوريـدا ببتيدات PEPTIDES ذات نشاط مخدر في بول نسبـة عاليـة مـن الأطفـال المصابيـن بالتوحـد ، والمخـدرات هـي مستحضرات مثـل المورفيـن تؤثـر علـى أداء المـخ ، وقد أكد هذه النتائج في الآونة الأخيـرة باحثـون مـن مركـز جونسـون أند جونسـون للتشخيصات الإكلينيكية التقويمية .

سؤال : ما هي البروتينات التي تسبب هذه المشكلة ؟
جواب : أهم اثنين منها هما الغلوتين - وهو بروتين يوجد في القمح والشوفان والجاودار والشعير، والكازيين - بروتين الحليب .

سؤال :
ولكن الحليب والقمح هما الغذائين الوحيدين اللذين يأكلهما طفلي ، ويتكون غذاؤه بالكامل من الحليب والجبن والحبوب والباسطة والخبز ، وإذا منعته منها فإني أخشى على طفلي أن يجوع .
جواب :
قد يكـون هنـاك سبب وجيه للحد من تناول طفلكم لهذه الأطعمة ، فالمواد المخدرة مثل الأفيـون تسبـب الإدمـان بدرجـة عاليـة ، فـإذا كان طفلك يتنـاول هـذه الأغذية العالية التخدير فإنه سيكون مدمنا لهذه الأغذيـة التي تحتوى على البروتينـات المسببـة للتوحـد ، ومـع أن طفلكم يبدو وكأنه سيجـوع إذا سحبت منه هذه الأطعمة فقد ذكر العديد مـن الآباء أن أطفالهم بعد رد الفعـل على سحب تلك الأطعمة للمرة الأولى أصبحوا أكثر رغبة في تناول أطعمة أخـرى ، وبعد أسابيع قليلة يفاجئ العديد من الأطفال والديهم بمزيد من التوسع في أطعمتهـم .

سؤال :
ولكن إذا منعت الحليب من طفلي إذا منعت الحليب من طفلي ماذا يفعل للحصول على الكالسيوم ؟
جواب :
يحتـاج الأطفال بين السنـة الأولى والعاشرة إلى 800-1000 ملغ من الكالسيوم يوميـا . فـإذا شـرب الطفـل ثلاثة أكواب سعة 8 أونصه من لبن الأرز المقـوّي أو الصويـا أو البطاطـس يوميـا فإنـه سيحصل على تلك الكمية المطلوبة . وإذا شرب كوبا واحـدا فـي اليـوم فـإن الـ 500 ملغ الباقية من الكالسيوم الإضافي يمكن تقديمها مع أحد الملحقات الغذائية العديدة المتوفرة . وتصنع توين لابس ( مختبرات توين) بسكوين هشة من سترات الكالسيوم السهلة المضغ التي تحتوى على مواد مثيرة للحساسية وطعمها مثل تورتة الحلوى المحلاة . ويمكن مزج سوائل الكالسيوم المعتادة بالأدوية المركبة (مثل باثواي 9160-689-800-1) باستعمال القيقب أو سائل السكروز أو ستيفيا أو الماء . توجد في السوق بعض بدائل الحليب الغنية بالكالسيوم والجيدة جدا . حيث يتوفر عادة في محلات السوبر ماركت " رايس دريم (Rice Dream) " في الصندوق الأبيض . ونظراً لأن هذه الماركة من حليب الأرز معالجة بإنزيمات الشعير فهناك بعض القلـق مما إذا كانت ستسبب رد فعل لدى الأفراد الذين لديهم حساسية عالية من الغلوتين . فإذا كان طفلكم يتناول غذاء خاليا من الغلوتين فابحث عن ماركات أخرى من حليب الأرز في محلات الأغذية الصحية لديكم . ويتوفر ديريفري (Dairifree) (الخالي من الحليب) وهو بديل للحليب مصنوع أساسا من البطاطس وحلو الطعم عند طلب شرائه بالبريد (4834-497-800-1) . كما أن حليـب الصويـا خيار جيد للبعض على الرغم من أن الكثير من الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات لا يطيقون الصويا .

سؤال :
قد أكون راغبا في محاولة سحب منتجات الحليب من غذاء طفلي ، ولكن لا أعتقـد أنه بإمكاني إزالة الغلوتين . ويبدو أن ذلك عمل كثير وأنا أصلا مشغول جدا . هـل هذا ضروري فعلا ؟
جواب :
إن ما تحتاج أن تفهمه هو أن هذه الأغذية تعتبر بالنسبة لبعض الأطفال سامة للمخ . وقد تكون إزالة الغلوتين بالنسبة للبعض مهمة جداً أكثر من إزالة منتجات الحليب . وإنك لن تقدم أبداً على إطعام طفلك السم عن قصد!! ، ولكنه إذا كان من هذه الفئة فإن ذلك هو ما يمكن أن تفعله بالضبط . وبالنسبة لهذه المجموعة الصغيرة من الناس المصابين بالتوحد يمكن أن يكون أكل هذه الأطعمة مدمرا فعلا لنمو العقل .

سؤال :
تبدو إزالة كلا النوعين من الغذاء شيئا مربكا ، وأنا أخشى من ردة فعل طفلي . فهل يمكنني أن أشرع في ذلك ببطء ؟
جواب :
يقتـرح الكثيـر مـن الآبـاء بإصرار أن تحاول إزالـة الحليب أولا وبعد ذلك أن تعمـل علـى التخطيـط لغـذاء خـال مـن الغلوتيـن تمامـا . فالغلوتين يمكن أن يتطلـب مجهـوداً أكبر وقد يستغرق بعض التعليم من جانبك إضافة إلى التحضيـر وقتـا أطـول قليـلا . ويوصي بعـض الآبـاء القيـام بذلـك في خطوة واحدة في وقت واحد لتسجـل بدقة رد الطفـل ولتقليل ردود فعل سحب الغـذاء . ويبدو أن الخبراء متفقون على أن بروتينـات الحليب والقمح مشابهة جداً لبعضهـا البعـض بحيـث إذا شكل أحدها مشكلة تعين سحب الآخر بأسرع وقت ممكن .

سؤال :
كيف أعرف ما إذا كان هذا منطبقا على طفلي ؟
جواب :
على الرغم من توفر اختبار بعض الببتيدات (Peptides)في بريطانيا و امريكا فإن وقت انتظار النتائج يمكن أن يكون طويلا ولم يتوفر حتى الآن استخدام اختبار يمكن الاعتماد عليه على نطاق واسع . واتفق الباحثون على أن هذه مشكلة شائعة جدا لدى الناس المصابين بالتوحد ، لذلك فإن فترة تجربة الحمية الغذائية قد تكون أفضل رهان لطفلكم . ومع أن نتيجة المختبر أكثر إقناعا للطبيب فإن التحسن الملحوظ على الأطفال سيقنع حتى الزوجة المترددة عادة لتأييـد الحميـة الغذائيـة . وإن العديـد من الأطفال المصابين الذيـن يأكلـون قدرا كبيرا من الأغذية المعتمـدة أساسا علـى الحليب و/أو القمح ستظهـر عليهـم تغييرات خلال أيام قليلة من سحب هذه الأغذية . ويجـب أن تكون الحمية الغذائيـة صارمـة . ووجـد كثير من الآباء أن أطفالهم لم يتحسنـوا حتـى اكتشفـوا مصدرا خفيا للغلوتيـن أو الحليب وأزالوه . والتغييرات الملحوظة فـي الاتصالات البصرية والقدرة على الاجتماع والاختلاط بالآخرين واللغة تشكل علامة واحـدة علـى أن الحمية الغذائية مسألة هامة . وهنـاك شـئ آخـر ينبغـي ملاحظته وهو التغييـرات في حركات أمعاء الطفل أو أنماط نومه .

سؤال :
لقـد تحسـن طفلـي بدرجـة كبيرة فور إيقاف الحليب منه ولكنه بدأ بعد ذلـك فـي أكـل الكثير من القمح ويحتمـل أن يكون ذلك من أجل تعويض المواد المخدرة التي كان يفقدها . وهل سألاحظ نفس النوع من التحسن عندما أوقف الغلوتين ؟
جواب :
يبغي أن يظهر على الأطفال الذين يأكلون كمية كبيرة من الغلوتين تحسن عند إزالة الغلوتين . وقال بعض الآباء بأن استجابة أطفالهم كانت أكثر وضوحا مع الحليب وبعضها مع الغلوتين . وللأسف فإن الغلوتين يبدو أنه يأخذ وقتا ليخفي من النظام أكثر مما يأخذه الكازيين . وتوضح تحاليل البول أن الكازيين يختفي من النظام في حوالي ثلاثة أيام تقريبا . ولكن قد يستغرق انخفاض مستويات الببيتيد (Peptides) حتى ثمانية أشهر مع الغذاء الخالي من الغلوتين . وإذا تبع هذه الحمية تدهور أو تراجع (استجابة ارتدادية) فاستمر في نفس الطريقة . وهذا يعني أن طفلكم سيستفيد دون شك . وقد يبدو ذلك مثل العمل الكثير مقابل أجر مشكوك في سداده ولكن قد تكون هذه أهم خطوة تتخذها في حياة طفلك .

سؤال :
إن الأطعمة الوحيدة التي يأكلها طفلي بخلاف الحليب والقمح هي المقليات الفرنسية (french freis) وقطع لحم الدجاج . هل هذه مناسبة ؟
جواب :
إن قطـع لحـم الدجـاج مغطاة بالقمح . وبعض المقليات الفرنسية يذر عليها دقيق القمـح حتى لا تلتصق ببعضها البعض . ومن الأفضل التأكد من ذلك من مـورد الأغذيـة أو الجهـة الصانعة لها . وإن الاحتفاظ بكمية من البطاقات البريدية المختومة مسبقا والفارغـة في المطبخ طريقة مناسبة للتأكد . وأكبر مشكلـة فـي المقليات الفرنسية التي تؤكـل خـارج المنـزل هي تلوث زيت القلي بالغلوتيـن الناتج من حلقات البصل ومنتجات الخبز الأخرى . لذلك من الأفضل قلي هـذه الأطعمـة فـي البيـت . فإذا من رفضها طفلك أولا فقد يكون ذلك بسبب ما تخلو منه . وذكر بعض الآبـاء أن أطفالهم لديهم قدرة خارقة لاكتشاف الغلوتين في الأطعمة . ونظرا لأن العديد من الأطفال يحبون الملح فإن تمليح المقليات قد يجعلها مقبولة أكثر .

سؤال :
ما هي المواد الأخرى التي تحتوى على الغلوتين ؟
جواب :
القمح والشوفان والجاودار والشعير والكاموت والعلس والسميد والملت ونشا الطعام ومعظم الأغذية المعبأة حتى التي لم تصنف على أنها كذلك . وتوجد الكثير من المعلومات عن عدم إطاقة الغلوتين بسبب الاضطراب المتصل بذلك المسمى المرضي البطني .

سؤال :
بعد إيقافي للغلوتين والكازيين اكتشفت أن هناك أغذية أخرى تسبب مشكلة مثل التفاح والصويا والقمح والطماطم والموز . وألاحظ تهيجات مثل تورد الخدين والأذنيـن وأحيانا الإسهال وطفـح الحفاظ . واعتقدت أنك ذكرت أن هؤلاء الأطفال لا يصابون بالحساسية ؟
جواب :
الكثيرون يصابون بالحساسية أو الأعراض المرتبطة بها مثل حمى الكلأ أو الأزمة أو الإكزيما . وأحيانا تكون لديهم مشكلات مع الأغذية غير المسببة للحساسية عادة والتي لا تظهر في الاختبارات الجلدية . وفي هذه الحالة يتم اتباع نظام صارم .

سؤال :
وإذا كانت هذه الأغذية لا تساهم في إصابته بالتوحد فهذا يعني أنها جيدة ولا غبار عليها ؟
جواب :
ليس صحيحا . يشير البحث الحالي أنه في كثير جدا من الحالات يبدو التوحد مخـلا بنظام المناعة . وهذا لا يؤدي فقط إلى مشكلة تحليل الكازيين والغلوتين ولكن قـد تنتج عنه أيضا مشكلة في تحليل الأطعمة التي تحتوى على الفينول (قصور في الإنزيم المنشط لانتقال كبريت الفينول) واستجابة مفرطة النشاط للحساسيات الأخرى . وبمجرد إزالة الغلوتين عادة يصبح هذا الأثر ملحوظا ، وقد يكون ذلك بسبب تغطية تأثير الغلوتين لمسببات الحساسية . ويحتمل أيضا أن تكون متلازمة الأمعاء القابلة للتسريب بسبب عدم احتمال الغلوتين تسمح الآن بمرور الأطعمة الأخرى عبر حاجز الأمعاء إلى داخل مجرى الدم . وبالنسبة للأطفال الذين يستجيبون لهذا الغذاء ، يبدو أن الحساسيات تلقي بالفعل عبئاً إضافيا على جهاز المناعة ولوحظ كثيراً أنها تزيد كلاً من السلوك والنمو سوءً .

سؤال :
ولكن على غير العادة يبدو أن نظام المناعة لدى طفلي يعمل بصورة جيدة - فهو نادراً ما يمرض !
جواب :
إن ما نقوم بتوضيحه ليس قصور المناعة ولكن اختلال وظيفة المناعة نفسها . ويبدو أن الكثيرين حدث لهم في الماضي إصابات في الأذن أو سيلان اللعاب كالأطفال (يمكن أن تكون له علاقة بالحليب) أو إسهال حاد أو إمساك أو انحلال البراز (يمكن أن تكون له علاقة بالقمح) . ويلاحظ الآباء الآخرون أن أطفالهم التوحديين يبدو عليهم أنهم أفضل أفراد الأسرة صحة . وفي هذه الحالة أفترض أن جهاز المناعة عدواني جدا وينتهي بالتأثير على الجهاز العصبي . وهذا قد يفسر وجود أجسام مضادة للنخاعين لدى بعض الأطفال ، وقد يفسر كذلك سبب وجود مشاكل مناعة لدى البعض مثل الحساسيات المتعددة ولكنهم لا يستجيبون جيداً للحملة الغذائية .

سؤال :
ما الذي يسبب هذه المشكلة ؟ يبدو أن التوحد أكثر شيوعا مما هو عليه .
جواب :
إن الباحثين غير متأكدين ، ولكن يبدو في هذا الوقت أن الكثير من الحالات يسببها الاستعداد الجيني أو التلوث البيئي مقرنا بنوع من الأحداث المهيجة التي تضغط على جهاز المناعة مثل التطعيم أو الفيروس . وفي العديد من الحالات يبدو أن استعمال المضادات الحيوية لفترة طويلة قد ساهم في خلق الاضطراب .

سؤال :
وإذا لم يكن بوسعي إعطاء طفلي الحليب أو القمح ، وإذا كانت لديه بعض الحساسيات الأخرى ضد الأطعمة فماذا أطعم طفلي ؟
جواب :
معظم الأطفال يستسيغون لحم الدجاج والضأن والسمك والبطاطس والأرز وبياض البيض . فالجذر الأبيض والأروروت (المرنطة) والعسل وعصير القيقب ملائمة عادة . وإن المقليات الفرنسية من محلات مكدونالدز خالية من الغلوتين حاليا (ولكنها قد تحتوى على الصويا أو القمح) . فبعض أنواع الجوزه البيضاء مثل المكاداميا وثمرة البندق مستساقة عادة . وقد يستسيق أطفال آخرون القمح الأبيض والفواكه مثل العنب الأبيض والكمثرى أو الفول أو السمسم أو الحبوب أو البذور مثل القطيفة والتيف (وهي متوفرة في محلات الأغذية الطبيعية) . ودائما يتوفر شئ لإطعام هؤلاء الأطفال حتى الأطفال الذين يصعب إرضاؤهم قد يحبون الأرز الصيني الأبيض أو المقليات الفرنسية .

سؤال :
وكيف أعرف الأطعمة التي له حساسية تجاهها ؟
جواب :
جرب غذاء حمية مزيل الحساسية . فمثلا أبعد الطماطم من غذائه لأيام قلائل ثم قدمها له . فإذا شاهدت أعراضا بدنية أو سلوكية حاول مرة أخرى في أيام قلائل . حاول أن تكـون منتظمـا ومتأكـداً قبـل إعلان استبعاد أي طعام . وهناك مصدران ممتازان قد يكونان متوفرين في مكتبتك هما : كتاب \" دوريس رابس \" بعنوان \"هل هذا هو طفلك\" وكتاب ويليام كروك بعنوان \" حل لغزك الصعب في تربية طفلك " .

سؤال :
إنني قلق فعلا بشأن تغذية طفلي ، وحساسياته جعلتني تقليص خياراته أكثر . فإذا كان عصير التفاح والموز هما الفاكهتين اللتين يأكلهما فقط وأنه يستجيب لهما ، فكيف يفترض أن يتجاوزهما ؟
جواب :
تحتوي الفاكهة على الماء والسكر والألياف والفيتامينات وهو يحتاج للحصول على هذه الأشياء من مصادر أخرى .

سؤال :
أعتقد أن مجموعات الأغذية الخمسة هامة جداً !
جواب :
إنها مهمـة جـداً لأي فـرد لا يعاني من حساسية مفرطة تجاهها . ولكن مثلما قد لا يحتاج الشخص الذي يتناول غـذاءً متوازناً إلى تناول الفيتامينات فإن الشخص ذو التغذيـة الفقيرة يمكنه أن يعـوض النقـص كثيـرا بالفيتامينات الجيدة والمعادن المكملة .

سؤال :
لذلك هل ينبغي عليّ أن أعطي طفلي فيتامين مكمل ؟
جواب :
بالتأكيد . إن فيتامين " سول بولي في\" (Poly - Vi - Sol) بالحديد مناسب لتبدأ به أو تطلب وصفة فيتامين متعدد ومعادن خالية من الغلوتين من محلات الأغذية الطبيعية لديكم .
إن مواد " كال ديناصور السهلة الأكل " و " I Love Schiff " السهلة المضغ يطيقها العديد من الأطفال ذوي الحساسيـة تجاه الأطعمة وهي متوفرة مع المعادن أو بدونها . وحيث الكثير من الأطفال التوحديين لوحظ تحسنهم عند تناول فيتامين بي 6 (B 6) والمغنيسيوم . ويوصي د . بيرنارد ريملاند من أبحاث التوحد للطفل الذي يزن 40 رطلا بـ 300 ملغ من فيتامين بي6 و 100 ملغ من المغنيسيوم في اليوم . وبالنسبة للناس المصابين بتسرب في الأمعاء يرجح أن ينخفض امتصاص فيتامين بي 6 (B 6) كثيرا (وهو يساعد في تنشيط وظيفة الجهاز العصبي) .

سؤال :
ما هو الشيء الآخر الذي يحتاجه طفلي ؟
جواب :
هناك ستة أشياء أساسية يحتاجها الإنسان من الطعام وهي : الماء والبروتين (والأحماض الأمينية) والكاربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن (بما فيها الحديد والكالسيوم) . إضافة إلى ذلك يحتوى الغذاء على مواد نباتية كيميائية معينة يمكن أن تساعد في مهام مثل منع الأمراض . ومن المفيد استشارة اختصاصي تغذية حول استخدام المواد الإضافية مثل البيكنوجينول (Pychogenol) لأي طفل في غذاء محدد . فالأطفال الذين استمروا لعام واحد يأكلون فقط الدجاج وزيت كانولا والبطاطس والأرز والمشروبات الغنية بالكالسيوم والفيتامين المركب مع المعادن تكون لهم نتائج ممتازة في اختبارات الدم الغذائية . وستندهش عندما تعلم التنوع غير الضروري في تنظيم الغذاء الأمريكي مقارنة بتنظيم الغذاء في البلدان ذات الثقافات المختلفة الأخرى .

سؤال :
كيف أعرف ما إذا كان طفلي سيستجيب لهذا التنظيم (الحمية) الغذائي ؟
جواب :
أكبر مؤشر على ذلك هو عندما يحدد الطفل غذاءه بنفسه خاصة بالنسبة للحليب والقمح . ولم يعد ذلك يعتبر حاجة للماثلة ولكن كإدمان بيولوجـي . فالأطفال الذين لا يحددون غذاءهم بأنفسهم ولكنهم أيضا يستجيبون هم أولئك الذيـن كميـة كبيرة أو صغيرة من الطعام على غير العادة . ومع أن الأول قد لا يعرف مصدر المخدرات فإنه يعرف أن الكاتنغ يجعله يشعر بالمتعة . والأخير قد يدرك أن الكثير من الأطعمة تجعله يشعر بالمـرض ويحاول تفادي الأكل ما أمكن . ويؤدي الفشل في نجاح الأطفال التوحديين إلى عدم استمرارهم في تنظيم غذائهم بسبب مخاوف آبائهم ولكنهم عـادة يستجيبون عندما يمكن تقديم بدائل مقبولة للأطعمة المثيرة للحساسية . وإن الأمثلة الأخرى للحساسية الشديدة الناتجة عن الطعام أو عن نقـص الفيتاميـن هي الإلتهابات الجلدية أو جفـاف البشـرة الشديد أو الشقيقة أو نوبة الصراخ أو احمرار الخدين أو احمـرار الأذنيـن أو تقلصـات الأمعـاء غير المعتادة أو أنواع النوم غير العادية أو التشنجات .

سؤال :
ما كل هذا الذي أسمعه عن الخميرة ؟
جواب :
تعيش الكانديدا والخمائر الأخرى في أجسامنا بكميات قليلة . ويظن أنها يمكن أن تزدهر في أمعاء الأشخاص الذين لديهم خلل في أداء جهاز المناعة ثم تؤدي إلى خلق المشكلات بما في ذلك الفتور وارتفاع السكر والصداع والمشكلات السلوكية .

سؤال :
كيف نعرف ما إذا كان هذا صحيح حقا ؟
جواب :
لم نتوصل إلى ذلك حتى الآونة الأخيرة . وقد أكتشف د . ويليام شو في كنساس مستويات عالية وغير عادية من الأيضات الفطرية (منتجات مخلفات الخميرة) في بول عدة مجموعات من الأفراد ذوي السلوك الشاذ (بمن فيهم الناس المصابون بالتوحد) . وقد نشرت ورقته الأولى التي تصف هذه المظاهرة في جريدة الكيمياء العلاجيـة فـي عـام 1995 (العدد 41 رقم 8) . وهو الآن على الأحماض العضوية البولية لـدى الأطفال المصابين بالتوحد . وقد أجرى اختباره بواسطة معمل غريت بلين \" (Great Plain Laboratory) .

سؤال :
هل الخميرة تسبب التوحد ؟
جواب :
قد تكون هذه النتيجة فقط نتيجة أخرى للأداء غير المعتاد لنظام المناعة لدى التوحديين ، وقد أفترض أن الكانديداً قد تثير حالة من التسرب المعوي (متلازمة الأمعاء المتسربة) التي قد تترك الغلوتين وبروتينات الكازيين في الأوعية الدموية قبل أن تتحلل ، لذلك فهي قد تكون مسئولة جزئيا عن السلوك التوحدي . وأفاد العديد من آباء الأطفال المصابين بـ ADD/ADHD إضافة إلى أولئك المذكورين في تقرير التوحد بأن علاج الكانديدا لا يحسن من سلوك أطفالهم ومن التركيز .

سؤال :
كيف أعالج طفلي من الكانديدا ؟
جواب :
هناك أحد الأساليب وهو أن تسأل طبيب الأطفال عن كورس النيستاتين (Nystatin) وهو مضاد فطري غير منتظم ( لا يتم امتصاصه داخل مجرى الدم) . وهي يتم تناولها بالفم وتعم موضعيا في الأمعاء لمكافحة الكانديدا . ويعتبر هذا الدواء مأمون جدا حتى لو تم تناوله لعدة أشهر . وبالنسبة للطفل الذي يتراوح وزنه من 25-35 رطلا أسأل الطبيب عن الوصفة الدوائية لبودرة النيستاتين (125.000 وحدة للسنتيمتر المكعب) في قاعـدة ستيفيا وأبدأ بسنتيمتر مكعب واحد 4 مرات في اليوم .
إن الأجسام الحيوية مثل تلك التي تعيش في الأصباغ الحمضية والبكتريا الطبيعية الموجودة في الزبادي هي من ضمن الأشياء المكافحة للكانديدا وهي متوفرة في محلات الأغذية الطبيعية في شكل بودرة في قسم المواد المبردة . وبعض مستحضرات الأجسام الحيوية مع الحليب ، وتأكد من الحصول واحدة لا تعمل بالانشقاق في الأمعاء الغليظة وتكون ذات فائدة كبيرة . ويعتبر الـ \" Fos \" مرغوبا في هذه المواد ويغذي الأجسام الحيوية .

سؤال :
أليست الأجسام الحيوية هي النباتات الصحية التي سمعت عنها ؟
جواب :
نعم ، فهي تتنافس مع الكانديدا في السكريات التي تأكلها . وهي بكتريا جيدة . وقد تعلم أن الأجسام التي تعيش في الإصباغ الحمضية تزول من أمعائك عندما تتناول المضادات الحيوية .

سؤال :
ألهذا يفترض أن تأكل الزبادي عندما تتعاطى المضادات الحيوية ؟
جواب :
بالضبط . ففي الحقيقة أنه عندما تم تحضير المضادات الحيوية التي يتم تناولها بالفم للاستخدام العام لأول مرة في الخمسينات أدرك العلماء مشكلة الكانديدا وغلفوا الحبوب بالنيستاتين . وبعد سنوات قلائل قررت \" FDA \" أن يتم وصف دوائين كل على حده ثم أوقفتهما .

سؤال :
إن طفل صديقي جرب النيستاتين وسبب له تقيؤاً فإذا كان النيستاتين مأمونا فلماذا يكون له رد فعل تجاهه ؟
جواب :
قد يكون الطفل تعرض لرد فعل عملية قتل الكانديدا . فعندما تموت الكانديدا تفرز التكسين (مادة سامة) في الأوعية الدموية ويمكن أن تسبب الغثيان أو التقيؤ أو الإسهال . ويرجح أن تكون الكانديدا مشكلة حقيقية لهذا الطفل . وعلى صديقك أن يبحث في تعديل الجرعة (بحيث يبدأ بجرعة منخفضة ثم يتدرج إلى أن يصل إلى الجرعة العادية) مع الطبيب الذي قرر له الوصفة العلاجية .

سؤال :
إن طبيبتي لم تسمع بأي شيء من هذا القبيل وهي لصيقة بهذا المجال ؟
جواب :
إن الشك شيء طيب لدى الطبيب أو العالم . وعلى كل حال ، ونظراً لوجود دليل أولي يؤيـد سلامة ذلك فأنت مخير في شرح ذلك لها وإبداء رغباتك وطلب مساعدتها . أما بالنسبة للطبيبة فيفضل الانتظار حتى تنشر كل المعلومات في المجلات قبل تأييد المعالجة . أما بالنسبة للأب فمن المناسب البحث عن مساعدة طفله دون انتظار نتائج دراسات لمسكنات غير واضحة . ونظراً لأن هذا الأسلوب لا يتضمن أي مواد إضافية غير عادية فإن الأدوية التي تغزو الخلايا أو المعالجات الغالية يجب أن يوافق عليها طبيب الأطفال . أشرح له بأنك تريد تجربة ذلك لأسابيع قليلة والتزم بتسجيل التقدم الذي يحدث لطفلك أثناء الحمية الغذائية .

سؤال :
أين يمكن أن أجد المساعدة ؟
جواب :
من المرجح أن يعرف الآباء الآخرون في منطقتك هذا التدخل العلاجي . أسأل عن أقرب مجموعة تعمل في الحمية الغذائية . وتوجد أيضا العديد من المجموعات تعمل في العلاج الحيوي للتوحد على الانترنيت (ابحث في \"التوحد والحمية الغذائية\") إضافة إلى الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين (أبحث في \"أمراض البطن\") .

سؤال :
هل هذه الحمية الغذائية مكلفة ؟
جواب :
لا شك أن الكثير من المواد الخالية من الغلوتين التي تحتاجها أكثر تكلفة من السلع التي اعتدت على شرائها . وعلى كل ، فعندما تطلب شراء - حسب الحالة - بدائل الحليب . المذكورة آنفا فإنها تكلف مثلما يكلف حليب البقرة تقريبا . ويذكر بعض الآباء أن أطفالهم المصابين بالتوحد يشربون أكثر من جالون من حليب البقر في اليوم (حوالي 60 دولاراً في الشهر) ولكن هؤلاء الآباء لا يريدون التحول إلى حليب الأرز بسعر 1.30 دولار لربع الجالون .
وكما هو الحال مع كل الأغذية فإن المنتجات الملائمة مثل وفل (كعكة) الأرز المجمدة مكلفة ولكن عملها حسب الطلب سهل وغير مكلف . أحضر حوالي 45 رطلا من دقيق الأرز السائب وتوجد العديد من كتب طبخ الأطعمة الخالية من الغلوتين . وستجد نفسك تصنع الأرز والبطاطس كثيرا بدلا من شرائها . وقد توفر نقودك .

سؤال :
أليس الحليب ضروريا لصحة الأطفال ؟
جواب :
أعتقد الأمريكيون أن هذا صحيح بسبب تقارير اتحاد الألبان الأمريكي لحد كبير ، واعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن من واجبهم تغذية أطفالهم بأكبر قدر ممكن من حليب البقر .
وعلـى كل حال فإن الكثير من الأطفال الأصحاء يعيشون بدونه وحالتهم جيدة جداً . لقد سمـي حليب البقر بالمغذي المبالغ في تقديره في العالم . وهو يناسب فقط العجول الصغيـرة . وهناك دليل على أن هرمون البقر الموجود في الحليب يمنع امتصاص الكالسيوم لدى البشر .

أنتبه .
إبعاد الحليب يعني كل الحليب والزبدة والجبن وجبنة الكريمة والكريمة الحامضة … الخ . فهي أيضا تحتوى على مكونات المنتج مثل \" الكازيين \" و \"مصل الحليب\" أو حتى كلمات تحتوى على كلمة كازيين . أقرأ المكونات : فالمواد مثل الخبز والتونة والسمك تحتوي عادة على منتجات الحليب . وحتى جبن الصويا يحتوى على الكازيينات .

لمزيد من المعلومات عن المواد الخالية من الحليب يوجد كتاب جيد جدا يسمى \"تربية طفلك بدون حليب\" لمؤلفته جين زوكين . ويمكن طلبه من بارنيز آند نوبل ومن والدنبوكس . كما يوجد أيضا كتاب جيد جدا وصغير يسمى \" لا تشرب حليبك \" لمؤلفه فرانك أوسكي ويورد هذا الكتاب نتائج العديد من الدراسات البحثية التي توصلت إلى أن الحليب غذاء غير ملائم للأطفال . وهو متوفر بمبلغ 4.95 دولار من مؤسسة بارك سيتي للطباعة والنشر وعنوانها : ص . ب 25 غلينوود لاندنغ ، نيويورك 11547 ، ISBN # 0671228048


0 التعليقات:

المشكلات السلوكية لمرضى"التوحد" في أثناء فترة البلوغ

يعد "التوحد" مرضًا.. فكثير من الباحثين يرونه حالة غامضة أو سلسلة متصلة من العجز النشوئي. فالأطفال المصابون بالتوحد أشخاص عاديون من حيث الشكل الجسماني لكن حركاتهم لافتة للنظر.. ولا تظهر الإعاقة الذهنية المرتبطة بالذكاء على طفل التوحد ولا يعاني ارتخاء الجسم بل إن جميع مراحل النمو عنده عادية ما عدا النواحي الإدراكية ورغم أنه لا يستخدم اللغة في شيء نافع إلا أن ذاكرته قوية.

صفات المتوحد
وطفل التوحد لا يكتسب التعليم بنفسه ولكن عن طريق التلقين، وهو غريب التخيل، روتيني، لا يعبر بالكلام بل تراه يحتج بأسلوبه العدواني الذي يشبه الغضب الطفولي أو الصبياني. وينشأ التوحد نتيجة اضطراب معوي يؤثر عن طريق الدم في الجهاز العصبي وهو ما يعطل وظيفة الدماغ، لذلك يعاني المصابون بالتوحد عدم القدرة على تطوير المعلومات كما يفعل الناس العاديون، لذلك لا يوجد علاج بالأدوية لهذه الحالة..
وإذا كان العديد من أطفال التوحد غير قادرين على التكيف بأنفسهم مع الحياة إلا أن ذلك يمكنهم عن طريق التدريب، لأنهم دون التدريب لا يستطيعون فهم لعبة الحياة أو لعبة المجتمع الذي يعيشون فيه، فذلك يعتمد على قدرة الشخص على التعامل وهو ما ينقص المصاب بالتوحد، لذلك فهو في حاجة إلى المساعدة والتدريب.
وتشير الدراسات الإحصائية إلى ارتفاع نسبة المصابين بالتوحد لتصل إلى طفل واحد من مائتي وخمسين طفلاً (1:250) وهي نسبة مخيفة جدًا إذا ما قورنت بالأمراض الأخرى.

أهم المظاهر
ومن أهم المظاهر المصاحبة لمرحلة البلوغ عند المصابين بحالة التوحد:
o النزعة الاستقلالية عندهم في حاجة إلى مساعدة، فهي ليست قوية كما هي عند الأشخاص العاديين.
o ولا يصل الإدراك لديهم إلى الكمال كغيرهم وهو ما يتطلب التدريب المكثف
o المعاناة من ضغوط نفسية قوية لوجود عوائق اجتماعية تصادفه في حياته ولا تسمح له بالتصرف كما يريد.
وعندما يصل "الطفل المتوحد" إلى مرحلة البلوغ تظهر عليه تغيرات تختلف عن مرحلة طفولته، وتواجه أسرته عدة أمور منها:
o صعوبة التعامل معه.
o شرح حالته للناس والمجتمع باعتبار أن الأسرة غير قادرة على ضبطه فهو لم يعد طفلاً.
o صعوبة قيام الأسرة بمنع الابن أو الابنة في حالة التوحد من ممارسة عادات وأعمال غير مرغوبة في المجتمع.

المتوحد شابًا
وهناك أمثلة كثيرة تكشف مدى تخوف الأسر بسبب عدم القدرة على مواجهة حالة المتوحد منها:
o تصف الأم ابنها الذي يعاني التوحد بأنه أصبح الآن شابًا ولا أستطيع ضبط سلوكياته كما كنت أفعل وهو صغير، لكن لدي الشجاعة أكثر من ذي قبل كي أشرح للناس ماذا يعاني ابني وما هي المشكلة.
o أم أخرى تقول تكيفت مع حالة ابني وفهمت مشكلاته واستطعت ضبطه طوال عشر سنوات لكن عندما يصل إلى مرحلة المراهقة سأبدأ معه بتفكير جديد يتمثل في:
o كيفية ضبطه بعد أن أصبح رجلاً قويًا لديه رغبات وانفعالات جديدة.
o لا يوجد مكان تعليمي يقبله لاكتساب مهارات معينة كي يعتمد على نفسه في ممارسة أموره الخاصة.
o هل سيتسامح معه المجتمع لو ارتكب خطأ؟

سوء الخدمات
إن المشكلة التي تواجه الأشخاص المصابين بالتوحد فيما فوق 16 عامًا هي سوء الخدمات ونقصها في المستشفيات ومؤسسات المجتمع والأسرة.. وكلها تحتاج إلى فهم عميق لهؤلاء الأشخاص.
أما الأشخاص أقل من 16 عامًا فالأمر سهل.. لكن المشكلة أن المصابين بالتوحد يتأثرون بنقص الخدمات وسوئها، فيتعرضون للإحباط لعدم قدرتهم على استحواذ أي فكرة تطاردهم في حياتهم، حيث يعجزون عن فهم مطالب الحياة والتفاعل مع المجتمع.
وتكمن الخطورة في الضغوط النفسية التي تصيب هؤلاء الأشخاص. حيث يلجأ الواحد منهم إلى الطبيب النفسي وتصرف له الأدوية التي يتناولها باستمرار فيصبح مدمنًا لها، ولأنها غير مجدية، تسبب له حالات الهلوسة فيصاب بأعراض الانفصام وتلك مشكلة أخرى.

الرغبة الجنسية
ومن المشكلات التي يتعرض لها المصابون بالتوحد، نمو الرغبة الجنسية وظهور حالة الاستمناء عند الأولاد مما يدفعهم إلى ممارستها - دون إدراك عادات المجتمع وقوانينه- أمام الناس في المكان العام.
كذلك يظهر لديهم الميل إلى الجنس بمظهر غير ناضج، فيكون لديهم فضول طفولي متعلق بالأجساد، وقد يبادر أحدهم بسذاجة وبراءة إلى خلع ملابس الأطفال الآخرين.
أما الفتيات المتوحدات فإن عملية الحيض والعادة الشهرية غالبًا ما تبدأ لديهن خلال الوقت الزمني نفسه الذي تبدأ فيه عند الفتيات الطبيعيات. ولمواجهة الرغبة الجنسية لدى هؤلاء المصابين بالتوحد لا بد من عمل التوعية اللازمة لتقليل المخاطر الناجمة عن القيام بأمور تخالف معايير المجتمع وأخلاقياته، ومنع المصاب من ممارسة أي عمل غير مقبول اجتماعيًا.
إلى جانب ذلك لا بد من توعية الفتاة بالدورة الشهرية وتدريبها على استخدام أغطية خاصة من البلاستيك، وتوعية المراهقات بأمور الحمل والولادة.

دور الآباء
والحقيقة أن للأسرة دورًا بالغ الأهمية في مواجهة مرحلة البلوغ عند المتوحدين، حيث يجب على الآباء مواصلة الجهد في تعليم القواعد السلوكية العامة وقوانينها. كما يجب عليهم تنظيم وتوفير الفرصة الملائمة للمشاركة الاجتماعية مع البالغين والمراهقين، واختيار رفاقهم بعناية ودقة.
كذلك يجب على الآباء تفهم حالة البالغين والمراهقين من المتوحدين، للتعامل معهم بسلوك مدروس عند ظهور بوادر التمرد منهم.
التعليم المناسب
أما في مجال التعليم فيجب اختيار التعليم المناسب لقدرات هؤلاء الأشخاص، وتدريبهم على إنجاز مهارات مناسبة تمنحهم جزءًا من الاستقلالية في حياتهم مثل (الرياضيات، الرسم، العلوم، التدريب على التعامل مع الحياة، والقراءة والكتابة، كيفية التعامل مع النقود والبيع والشراء).. وكذلك مهارات كسب الرزق والعناية بالنفس، وتطوير المهارات الاجتماعية، والتكيف مع الآخرين والتواصل.

المتوحد رجلاً
أما في مرحلة الرجولة فإنهم يحتاجون إلى المساعدة في تعليمهم سلوكيات ومهارات تناسب قدراتهم.
ومن الضروري أن تتعاون الأسرة في دراسة نفسية المتوحد وكيف نعده للحياة بما يتناسب مع ظروفه العقلية، وذلك في ارتياده مختلف الأمكنة مثل أسواق المواد الغذائية وتدريبه على ترتيب الصحف والمجلات وربما بيع الصحف وأعمال البريد والأعمال البسيطة التي لا تحتاج منه الاتصال بالآخرين.
على أن يكون المتوحد تحت المراقبة، وأن نعامله معاملة خاصة ونوفر له الاحتياجات الضرورية مثل تأمين المواصلات وحمايته من الناس وكذلك عدم استثارته في أي وقت.

0 التعليقات:

الكتاتونيا في التوحد : نوع فرعي مميز ؟

في عام 1874 م وصف الطبيب النفسي الألماني كورت كالبام الكتاتونيا ( التخشبية أو التصلبية ) كعرض مميز لاضطراب لاضطرابات السلوك وحالات شذوذ الحركة الوظيفي .
وطبقا للدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية الرابع فإن الكتاتونيا يرتبط بالفصام في اغلب الأحيان ، وكذلك اضطرابات المزاج ، وحالات الصحة العامة مثل انسحاب المخدر وفشل الكبد .
ويتميز بسلبية متطرفة وفقدان للكلام وخواص الحراكات الطواعية والتي تتواجد أحيانا مع المصاداة ( الترديد ) و النشاط الزائد .
بالرغم من انتشار الكتاتونيا قيل أنه كان يتناقص ــــ من المحتمل بسبب التشخيص السابق ومعالجة الاضطرابات الذهانية ــــ فهو مازال يوجد في حوالي 10 % من مرضى الطب النفسي، والكتاتونيا إذا لم تعالج يمكن أن تتسبب في موت المريض بسبب الجفاف والفشل الكلوي .

الكتاتونيا بدأت تعُرف بشكل متزايد لدى التوحديين ، وخصائص التوحد التي عُرفت من قبل هي صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل ويبدأ قبل سن 3 سنوات على أية حال هناك معرفة قليلة نسبيا حول التقدم في معالجة الكتاتونيا لدى التوحديين .
ففي دراسة طولية للوكير و وتر عام 1970 م وجدا أن 12% من الحالات أظهرت ارتداد ( نكوص ) عصبي أثناء مرحلة المراهقة ، لوحظ فقد مهارات اللغة ، انخفاض تدريجي في القدرات العقلية ، في العديد من الحالات كان هذا مصحوبا بنوبات مرضية ، واستنادا على الأعراض التي وصفت ، فانه من المحتمل أن بعض هذه الحالات عانت من الكتاتونيا .
وفي مسح أكثر حداثة لـ 506 من الأطفال والراشدين أحيلوا إلى تقييم وتشخيص التوحد ( Wing & Shah 2000 ( ووجد أن 30 حالة انطبقت عليها معايير الكتاتونيا التي تبنتها الدراسة ، وقد أُبعد 8 حالات ظهرت لديهم بعض أعراض التوحد بدون انطباق كل المعايير عليهم ، وقد كان أغلبية المرضى الذين لديهم كتاتونيا كانت تتراوح أعمارهم بين 15 - 19 عاما .
الباحثان لم يقدموا تفاصيل حول السمات النفسية عن حالتهم لكن وجد أن أولئك الذين لديهم عجز في اللغة وأولئك الذين كانت تفاعلاتهم الاجتماعية سلبية وليس لديهم تفاعل اجتماعي كانوا أكثر عرضه للكتاتونيا . ولم يقدم الباحثان أي تفاصيل عن العلاج المستخدم في الدراسة .

وقد قدم لنا ريلميتو وأوجست عام 1991 وصفا للكتاتونيا في ثلاث حالات للتوحد وحاولوا أن يبرهنوا على أن وجود الاضطرابات النفسية يزيد من خطر ظهور الكتاتونيا في الأفراد التوحديين .
زاو وآخرون ( 1999 ) وصفوا لنا حالة طفل توحدي عمره 14 عاما ويعاني من كتاتونيا ، أظهر أعراض قلة الكلام بشكل كبير لدرجة انه أصبح لايتكلم ، بطئ في الحركة غير طبيعي ، تموضع ، تصلب ، بالإضافة لهذه الأعراض الكتاتونية بدا مكتئب واظهر أعراض ذهانية غير محددة ، برنامج العلاج بالصدمات الكهربية ( ECT ) جعله يتحسن وبشكل جيد بالرغم من أن الأعراض الرئيسية للتوحد لم تتأثر .
دويتش عام 1998 م وصف لنا حالة شاب صغير توحدي ذو قدرات عالية عمره 15 عاما والذي تطورت لديه الكتاتونيا في شكل هلوسة سمعية ، المرونة أو الانثناء الشمعي ( إمكانية تحريك عضلات المريض في أوضاع غريبة وكأنها قطعة من الشمع الذائب ) ، تموضع ، عدون جسدي ، مزاج متقلب ، وقد شخص بان ليه فصام والمريض استجاب لبرنامج العلاج نيرولبتكس و بنزوديازبنس .
وفي دراسة تتبعيه أخرى للبالغين التوحديين وسمات التوحد من بين 120 حالة 13 حالة على الأقل شخصت إكلينيكيا بان لديها كتاتونيا .

نحن نصف هنا حالة طفل توحدي ظهرت لديه الكتاتونيا أثناء مرحلة المراهقة ، وقد بدأت الأعراض بعد سن البلوغ ولم يستجيب للعلاج بالأدوية وقد خضع للعلاج بالصدمات الكهربية ( ECT ) وقد حقق نجاح بدرجات متفاوتة .وذلك بعد الحصول على موافقة ولي الأمر بالنشر وبالرجوع إلى لوائح لجامعة ميتشجان .

الحالة الأولى :
ذكر ابيض عمره 17 عاما لديه اضطراب التوحد واكتئاب متكرر وإعاقة عقلية بسيطة ، وهو كان مقيم في المستشفى بسبب التدهور في المزاج مصوب بتباطؤ عام في الحركات ، وقد بدا حزينا ومكتئب ، وأصبح شبه أخرس ، يتكلم فقط كلمات بسيطة وأحادية المقطع ، ولديه نقص في الشهية وبدأ يفقد وزنه .
لديه تاريخ عائلي في الإصابة بالاكتئاب ، أمه كانت تعاني من الاكتئاب ، حمله وولادته كانت بدون أي مشاكل ، على أية حال كل مجالاته تأخرت ، فهو شخص شُخص بأنه توحدي ولديه إعاقة عقلية بسيطة .
في عمر 4 سنوات تقريبا التحق ببرنامج لأطفال التوحد وتدرب على المهارات الاجتماعية واللغوية ، لديه الآن 3 سنوات من التدهور في مستوى الوظائف ، والديه تذكروا بأنه كان يعمل بشكل معقول حتى وصل إلى سن البلوغ ، بعد هذا ، أصبح مكتئب بشكل متزايد ومتباطئ وخلال فترة 6 شهور احتاج إلى التحفيز والدفع لبدء النشاطات البسيطة مثل لبس الملابس - الأكل ، سلوكه أيضا في قاعة الدروس تدهور ، فهو يقف وحيدا أو يجلس لفترات طويلة لايعمل شئ ، ويقضي عدة ساعات في الحمام يغسل يده مرارا وتكرارا أو ينظر إلى نفسه في المرآة ، بالإضافة لذلك لاحظ والديه العديد من أنواع الحركات الشاذة مثل : غمز العين ، تدوير العين ، هز الرقبة .
قبل بداية الأعراض وصف بأنه طفل توحدي جيد ، يتكلم بتأني وهدوء ، وكان قادرا على مواصلة المحادثة البسيطة بالإضافة إلى اللغة الانجليزية تكلم وقرأ العبرية ، وتقاريره المدرسية وصفته كما لو انه يقع في مدى الإعاقة البسيطة .
ارجع والديه بداية ظهور الأعراض إلى سفره لمعسكر خارجي لمدة شهر ، بعد العودة من المعسكر بدأ سلوكه في التدهور ، بدأ يُظهر اقل تعبيرات الوجه ، بدا نحيف ولغته أصبحت متناثرة ومفككة ، وعلى مدى الأربعة أشهر التالية أصبح قليل الكلام ( لايتكلم ) ، أصبح هناك بطئ ملحوظ في حركاته ، ومكتئب المزاج ، وبدأ يفقد بشكل تدريجي مهاراته الاستقلالية ونشاطات من معيشته اليومية فلم يعد قادرا على العمل في المدرسة ، وظهرت أيضا تشنجات وحركات لا إرادية متزايدة تشتمل على ميل رأسه إلى الجانب باستمرار ، غمز بالعين بسرعة وتحديق لليمين ولأعلى .
لم يكن هناك أي سبب جسدي وقد كانت كل الفحوصات في حدود المدى الطبيعي ، وكان تشخيص الاكتئاب مع الأعراض الوسواسية القهرية ظهرت على مدى 6 أشهر : التباطؤ في الحركة تزايد مما قد يؤدي لترك المدرسة ، وقد وصفا والديه بطئه قياسا بأفلام الحركة البطيئة ، وقد اخذ عدة أدوية مضادة للاكتئاب وجميعها فشل ولم تؤدي إلى أي تحسن .
مضاد الاكتئاب سيتالوبريم أفاده قليلا ، وقد بدأ بـ 20 ملجم يوميا وظل عليه لمدة 6 أشهر ثم أضيف بعد ذلك الريسبردال بجرعة 1 ملجم يوميا .
لكن كان يجب عليه أن يوقفه بسبب التخدير المفرط وما تسببه له من خدر ، المواد المخدرة الأخرى التي كان يتناولها في الماضي تضمنت زيبركس وديباكوت ( تفاصيل الجرعة غير متوفرة ) ، بسبب التباطؤ الشديد وتدني الرعاية الذاتية ، شُخص بأن لديه كتاتونيا واكتئاب
المريض قيم من قبل اثنين من الاستشاريين طب نفسي ووصوا بخضوعه للعلاج بالصدمات الكهربية ( ECT ) والسبب الرئيسي لذلك هو فقده لوزنه وفقده للرعاية الذاتية ، لقد فقد حوالي 30 باوند من وزنه ووصل إلى 89 كجم ، وقد خضع للعلاج بالصدمات الكهربية بعد أخذ القضايا الأخلاقية والطبية في الاعتبار كما هو مطلوب في معايير العلاج الكهربي والتي خضعت لمعايير الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للطفل والمراهق .
باختصار لقد قُيم بواسطة اثنين من أطباء الأطفال النفسيين الذين وافقوا على العلاج حسب اللائحة الثالثة للطب النفسي مع تجريب العلاج الكهربي ثم يعاد تقييم المريض .
وقبل البدء في العلاج الكهربي تم الحصول على موافقة كتابية من ولي الأمر ، وقُيم بواسطة فريق متعدد يشمل : أطباء نفسيين وممرضات وأخصائيين اجتماعيين ومستشارون تربويون ، بالإضافة إلى عمل مسح لأي مشاكل عضوية أو طبية بواسطة فريق يتكون من : أخصائي تخدير ، أخصائي قلب أطفال ، طبيب أعصاب أطفال ، أخصائي بصريات ، ولم يجدوا أي علامات لمرض ويلسون .
وتم عمل رسم مخ ورسم قلب والرنين المغناطيسي وكانت النتائج كلها طبيعية ، كذلك فحوصات الدم واختبار وظائف الغدة الدرقية كانت كلها طبيعية .
وقد أُعطى برنامج من 18 جلسة علاج كهربي والتي حسنت حياته فأصبح يتكلم وبدأ يأكل كما في السابق وحركاته أصبحت أكثر تلقائية .
لقد ساعده على أن يبقى مريض خارجي ( غير مقيم في المستشفى ) يعالج من الاكتئاب لكنه لم يستعيد مستواه الوظيفي قبل المرض .

المناقشة :
تصف هذه الدراسة الكتاتونيا لدى مراهق توحدي ، وإضافة إلى ما كتب حول هذا الموضوع ، ويؤكد الاحتمال بأن الكتاتونيه قد تكون عامل في فصل التطور الخاص بالتوحد وذلك النكوص في السلوك شوهد لدى بعض المراهقين التوحديين قد ينتج من ظهور الكتاتونيا ، بالإضافة تقترح الدراسة أن هناك نوع فري من مرضى لديهم اضطراب طيف التوحد قد يفقدون مستواهم الوظيفي السابق بشكل دائم بعد بداية الكتاتونيا .
المريض هنا كان قد شُخص بالتوحد في طفولته المبكرة وكان جيدا وتلقى الخدمات الخاصة بالأطفال التوحديين وتم تصنيفه حسب هذا في نظام المدرسة .

في الدراسة على أية حال على الرغم من الكتاتونيا كان لديه خصائص متسقة مع تشخيص اضطراب التوحد ، وكان لديه تاريخ سابق في خفض الوزن بشكل حاد ، البكاء ، فقدان الشهية ، وتاريخ اسري في الإصابة بالاكتئاب ، وقد أَظهَرَ بطئ في الحركة غير طبيعي و جمود ( لاحركة ) وخرس ( لايتكلم ) ، وتزايد في التموضع ، هذا يوضح أن الأمراض النفسية ( العقلية ) المزمنة مثل الاكتئاب ربما يكون عامل خطر في تطور الكتاتونيا في هذه الشريحة .
السبب الرئيسي لإعطاء الصدمات الكهربية ( ECT ) كان فشل الأدوية المؤثرة على العقل وشكلت الخطر على حياته ، بسبب الشلل والرفض للأكل ولقد حسن ( ECT ) قابلية الحركة وسهل كمية الغذاء على أية حال المريض لم يصل لمستواه الوظيفي قبل المرض ، وهذا يوضح لنا بأنه في بعض المرضى بالكتاتونيا والتوحد قد ينتكس ويعود مرة أخرى .
ما دام أن تشخيص الكتاتونيا معتمدا على معايير الـ DSM4 من المهم جدا تمييزه بدقة عن التوحد ، المعايير التشخيصية للكتاتونيا في الـ DSM4 على الأقل اثنين منها تتداخل مع سمات نراها عادة في التوحد وهي :
التموضع - النمطية - تغييرات في مستوى النشاط .
على أية حال المفتاح الرئيسي في تشخيص الكتاتونيا في التوحد هو بزوغ ( ظهور ) الأعراض الجديدة أو تغير في النوع والنمط يسبق الأعراض .
هذه القضية من الأهمية لأنه ليس كل توحدي يظهر تموضع يجب أن يكون لديه كتاتونيا ، من الناحية الأخرى أي توحدي يظهر زيادة في التموضع أو تزايد في النمطية أو نقصان في الحركات يجب أن يُفحص لاحتمال وجود الكتاتونيا ، هذا مهم بشكل خاص إذا كان التوحدي معروف بأنه يعاني من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري .
أعراض الوسواس القهري قد تكون أكثر شيوعا في الكتاتونيا لدى التوحديين عن بقية الأفراد الآخرين .
باختصار الكتاتونيا قد لا تكون عامة في الأشخاص التوحديين كما اعتقد ، الدراسات التتبعية للتوحد وثقت حدوث الكتاتونيا ، بالرغم من انه لا توجد دراسات كثيرة كتبت عن معالجتها وسببها غير واضح ، الكتاتونيا ترتبط باضطرابات نفسية ( عقلية ) في اغلب الأحيان مثل الاكتئاب والوسواس القهري .

ملاحظة :
لوحظ وسواس تدريجي وشوهد في بعض الأشخاص التوحديين ، قد يكون قبل الكتاتونيا .
وهناك أيضا على الأقل في بعض الحالات الارتداد في السلوك الذي يُشاهد بعد سن البلوغ قد ينتج عن ظهور الأعراض الكتاتونيه .
بالرغم أن القضية المألوفة في الكتاتونيا هي الاكتئاب ، يكون الأمر غير واضح إذا كانت الحالة أيضا في الأشخاص التوحديين والاضطرابات النمائية المنتشرة ، من الممكن تصور أن الكتاتونيا في التوحد نوع فرعي مميز لكنه احتمال ضعيف أن يكون الكتاتونيا نوع فرعي مميز للتوحد .
في النهاية أن التشخيص المناسب مهم جدا بسبب خطر المجاعة والموت ، ( ECT ) يُمكن أن يكون مُنقذ للحياة في هذه الظروف .

ترجمة : محمد محمد عوده- أخصائي نفس إكلينيكي -أكاديمية التربية الخاصة - العيادة الشاملة لتشخيص التوحد والاضطرابات المماثلة

0 التعليقات: